أعرب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء الحرمين الشريفين، عن استنكاره للحادث الإجرامي والهجوم الدموي الذي شهدته إحدى المدارس في مدينة بيشاور شمال غرب باكستان وراح ضحيته أكثر من 150 قتيلا وجرح 250 شخصاً وتضرر 500 أسرة بسببه، ما بين طلاب ومعلمين ومعلمات عاداً ذلك إجراماً وفساداً وعدواناً وإرهاباً وطغيانا. ودعا السديس المسلمين إلى تقوى الله والحذر من أعمال العنف والجرائم الإرهابية التي هي من الشر العظيم وتهدد أمن المجتمعات واستقرارها مستشهداً بقوله تعالى (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) وقَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) ، محذراً من هذه الأفعال الشنيعة والأعمال الإرهابية وأبان أنها خديعة أعداء الإسلام بهذه الوسائل الإجرامية التي جعلوا بلاد المسلمين ميدانا لتجربتها فيهم وهم في بلادهم لا يطالهم شيء منها. وبيَّن أن الدماء التي تراق دون وجه حق وبلا سبب شرعي إنما هي ظلم وعدوان ورعب وإرهاب ومسالك جاهلية، حيث جاء في الحديث «لَا يَزَالُ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا». وشدد على أن الشريعة الغرَّاء جاءت لحفظ الدماء وتعظيم شأنها، مهيباً بالجميع الحذر من هذه المسالك الضالة، وتحقيق الأمن بجميع صوره لاسيما على الأنفس والأبدان داعياً الله تعالى للقتلى بالرحمة والمغفرة والرضوان وأن يكونوا في عداد الشهداء الأبرار.ودعا للجرحى بالشفاء والعافية ولأهل المتوفين بحسن العزاء وجبر المصاب وإلهام الصبر والاحتساب وعظم الأجر والمثوبة وأن يحفظ الله المسلمين وبلادهم من عدوان المعتدين وإرهاب الحاقدين المتربصين وأن يديم المولى على بلاد المسلمين الأمن والأمان والاستقرار.