واصلت أسعار النفط تراجعها في الأسواق العالمية أمس، حيث نزل سعر خام برنت عن 91 دولاراً للبرميل ليصل إلى أدنى مستوى له منذ يونيو 2012 مع انخفاض توقعات النمو الاقتصادي، الذي أثار مخاوف جديدة بخصوص الطلب العالمي على الخام وسط وفرة في المعروض. وخفض صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي للمرة الثالثة هذا العام، محذراً من ضعف النمو في الدول الرئيسة في منطقة اليورو واليابان والأسواق الناشئة الكبرى مثل البرازيل. وتسببت هذه الأنباء في تراجع شديد لأسواق الأسهم العالمية، إذ انخفض مؤشر داو جونز الأمريكي للأسهم الصناعية 1.6%. وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأول توقعاتها للطلب العالمي على النفط لعام 2014 بواقع 1.24 مليون برميل، وقلصت توقعاتها لمتوسط أسعار برنت في عام 2015. وقال كارستن فريتش محلل النفط والسلع الأولية لدى كومرتس بنك في فرانكفورت «هذا استمرار للاتجاه النزولي في ظل ظهور مزيد من العلامات على ضعف الطلب». وواصلت الأسعار الهبوط بعد أن قالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس إن مخزونات النفط الخام التجارية في الولاياتالمتحدة سجلت زيادة بلغت خمسة ملايين برميل الأسبوع الماضي، في حين كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع قدره 1.5 مليون برميل. وتراجع سعر مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم نوفمبر 1.34 دولار إلى 90.77 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ يونيو 2012. وهبطت عقود الخام الأمريكي 1.66 دولار إلى 87.19 دولار للبرميل. وأظهر تقرير أصدره معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء أن مخزونات الخام الأمريكية، قفزت 5.1 مليون برميل إلى 360 مليوناً في الأسبوع المنتهي في الثالث من أكتوبر. وفاقت هذه البيانات بكثير الزيادة، التي توقعها محللون في استطلاع أجرته رويترز والبالغة 1.5 مليون برميل. ويتوقع كثير من المحللين حالياً استمرار نزول أسعار النفط عن تسعين دولاراً للبرميل، ويعتقد بعضهم أنها ستهبط إلى مستويات أقل من ذلك. وقالت شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية أمس الأول إنه تم إلغاء العقوبات، التي فرضها الاتحاد الأوروبي عليها وهو ما قد يفتح الباب أمام تدفق مزيد من الإمدادات الإيرانية. وأسهمت وفرة المعروض من إمدادات العراق وليبيا في انخفاض الأسعار من مستويات فوق 115 دولاراً للبرميل في يوليو، لكن تظل احتمالات حدوث تطورات مفاجئة في كلا البلدين قائمة.