أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن منافع الحج تبقى في الأخوة والوسطية والاعتدال ونبذ الطائفية المقيتة والحزبية البغيضة والإرهاب الممزق والمفرق لهذه الأمة الذي يسفك الدماء، لنجتمع على الكتاب والسُّنة وليكن الاختلاف لا يؤدي إلى الخلاف. جاء ذلك خلال زيارته أمس الأول؛ مقر ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذين يؤدون مناسك الحج هذا العام على نفقته؛ حيث كان في استقباله لدى وصوله مقر الضيوف في فندق مكارم أم القرى بكديّ رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج عبدالله بن مدلج المدلج ورؤساء وأعضاء اللجان العاملة في البرنامج. وأشاد بالخدمات المقدمة للحجاج وبجهود العاملين في البرنامج، والتقى جمعاً من الحجاج الذين عبَّروا عن امتنانهم وشكرهم على هذه الاستضافة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين. وأضاف «يجتمع الحجاج على مائدة الإسلام وفي رحاب المودة في هذه البقاع الشريفة تختلف ألسنتهم ولغاتهم وألوانهم، لكن يجتمعون على الإسلام وعلى الاعتصام بالكتاب والسُّنة وتحقيق منهج الوسطية والاعتدال الذي هو المنهج الذي يجب أن نتنادى بإحيائه والالتزام به في زمن كثرت فيه الفتن والمحن والأزمات والتهديدات، ومنها ما شوَّه الإسلامَ من خلال تصرفات بعض المسلمين الذين خرجوا على منهج الإسلام الحق وارتضوا مسالك العنف والإرهاب والقتل وسفك الدماء، ولا شك أن هذا يعطي صورة مشوهة عن الإسلام والمسلمين، رغم أن الإسلام دين التسامح والرحمة والرفق والعدل والكرامة والإنسانية». وتابع «في المقابل هناك أُناس تنصَّلوا من الدين واغترُّوا بموجات من الإلحاد والتشكيك وهز المحكمات والنَّيل من الثوابت، فالإسلام الوسطي المعتدل على منهج الكتاب والسُّنة ومنهج سلف هذه الأمة، وهو المنهج الذي ينبغي أن نتنادى به جميعاً».