(ابي عيدي عادة عليكم عسى الفقر ما يدخل عليكم) أهزوجة شعبية قديمة كان الأطفال يرددونها للحصول على هدية العيد، وهي ما تُعرف باسم «الحوامة» إذ يحوم الأطفال أو يقرعون أبواب منازل الحي للحصول على العيدية، غير أنها اندثرت مع الأيام والتقدم الحضاري، الذي تعيشه المملكة. وإيماناً من أهالي حي الياسمين شمال مدينة الرياض بترسيخ الموروث الشعبي داخل الجيل الحالي، خاصة الأطفال ولنشر أواصر المحبة والألفة بين أبناء الحي، فقد طرحت السيدة أم سارة الغنيم إحدى قاطنات الحي فكرة إعادة إحياء ذلك الموروث الجميل «حوامة العيد»، التي تعد إحدى عادات المنطقة الوسطى. وحول ذلك، قالت نوف العاصم من الحي ذاته ومنسقة حملة إعادة الحوامة «حوامة العيد عادة جميلة اندثرت، وطرحت فكرة إعادتها منذ العام الماضي، رغبة من أهالي الحي في استمرارها». وبيّنت أن الأخت أم ناصر البحيري طرحت أيضاً تنظيمها والإشراف عليها هذا العام وزاد نجاح «الحوامة»، حيث لاقت قبولاً كبيراً وفرحة عارمة من أهالي الحي لذا طالب الجميع باستمرارها للأعوام المقبلة. وتضيف نوف أن الفكرة تهدف إلى إحياء تراث الآباء والأجداد ونشر أواصر المحبة بين أفراد الحي ولإشعار الأطفال بالفرح الشديد بقدوم العيد، حيث تم التنسيق للحوامة عن طريق تحديد موعد لها بتاريخ 1435/9/25 عبر الإعلان الورقي داخل الحي، ثم التواصل مع الراغبين بالمشاركة عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي ليتيح الفرصة للجميع بطرح الأفكار والمقترحات والتنظيم والمشاركات مع فتح مجال التطوع. وتواصل حديثها قائلة «لاحظنا أن الأمر لم يقتصر تفاعله فقط على عائلات حي الياسمين، بل لقى صداه الإيجابي من الأحياء المجاورة، حيث تم استقبال أسر من خارج الحي، بعد ذلك تم حصر الأطفال والأسر المشاركة وتجاوز عددهم 30 أسرة و100 طفل». وحول سبب اختيارهم هذا التاريخ رغم أنه لا يتوافق مع أيام عيد الفطر أوضحت العاصم أن ذلك بسبب انشغال سكان الحي بزيارات الأهالي والسفر قبل وأثناء أيام العيد، لذا تم تحديد موعدها في آخر شهر رمضان. يشار إلى أن حوامة العيد تراث قديم جداً انتشر في المنطقة الوسطى، حيث يقوم أطفال الحي من الجنسين إما مجتمعين أو منفصلين الذين يرتدون الملابس التراثية المخصصة للعيد ويتم تزيين البنات كل بحسب استطاعة أسرتها، ولكن العامل المشترك بين البنات هو الحناء التي تزين أيديهن، بالتجوال على منازل الحي عقب صلاة العيد وقرع الأبواب للحصول على العيدية، التي تتفاوت ما بين حلوى أو نقود أو الاثنين معاً.