ترقب عدد من الأطفال في محافظة الحريق ومركز المفيجر ساعات عصر الأربعاء.. قبل يوم من العيد.. ترقبوا الحوامة احتفالا بمقدم العيد السعيد جريا على عادتهم السنوية والتقاليد الاجتماعية القديمة التي تعود في المحافظة إلى أكثر من (50) عاما. في «الحوامة» يجوب الأطفال الطرقات والشوارع بحثا عن عيديتهم ويطرق الصغار منازل المواطين في الأحياء للبحث عن عيدياتهم، ويكون الأهالي من جانبهم قد أعدوا العدة لرسم الفرحة في شفاه الصغار بتجهيز العيدية قبل وقت كاف، حيث يسعد الأطفال بالهدايا وبما جمعوه من عيدية بعد عناء ومشقة البحث عنها في الأحياء، والعادة تتكرر مرتين سنويا، المرة الأولى قبل عيد الفطر المبارك بيوم والمرة الأخرى قبل عيد الأضحى بيوم، وكانت في السابق تتم في الصباح الباكر ولكن تغيرت قبل حوالي العشر سنوات لتصبح بعد العصر لتتزامن مع متغيرات الوقت لدى الكثير من الأسر. «الحوامة» تقليد اجتماعي قديم من أشكال العرف الخاص بالأطفال والملاحظ أنها بدأت تندثر الآن بحكم التطور والمدنية ولم تتبق إلا لدى أعداد قليلة من المجتمعات في المملكة ومنها بعض الأحياء في محافظة الحريق ومركز المفيجر تحديدا والذي يتميز حتى الآن بأحياء هذا التقليد القديم، إذ تستعد الأسر وتستنفر قبل هذا اليوم لتجهيز عيدية مناسبة للأطفال تحسبا لقدوم أعداد كبيرة منهم لطلب العيدية «الحوامة» وتحرص كل أسرة بأن تميز عيديتها للأطفال لتناسب أذواق الصغار وينالون من خلالها على إعجاب وثناء الأطفال ودعائهم لهم على عيديتهم المميزة. كان الأطفال ينتظرونها بفارغ الصبر ويستعدون لها جيدا بارتداء الملابس الجميلة والجديدة الخاصة بالمناسبة ثم يرسمون خارطة طريق مناسبة لتشمل معظم المنازل داخل الحي وفي الأحياء المتفرقة للبحث عن أكبر نصيب من العيديات، وسمي هذا التقليد بالحوامة لأن الصغار يحومون في الحي أي يدورون ويطرقون أبواب المنازل وهم يرددون هذه الأهزوجة: أبي عيدي أو أبي حوامتي عادت عليكم.. في حال زينة جعل الفقر ما يدخل عليكم ويكسر رجليكم جعلكم تعودونه ها الزمان أما إذا رفضت الأسر إعطاءهم العيدية أو لم تناسبهم العيدية فإنهم يهجونهم ببعض الأهازيج الطريفة، وكان أصحاب المنازل قديما يستعدون لهذه المناسبة بأشياء بسيطة تتناسب وموجودات ذلك الوقت من الحلويات لعل أشهرها آنذاك القريض وحب القرع والملبس والحشف وبعض الأنواع المختلفة من الحلوى وغير ذلك من المكسرات البسيطة. والحوامة التي كانت للبنات لا تتعدى الدوران بالحي الخاص بهن، أما الأولاد فبمقدرتهم الخروج للأحياء الأخرى لطلب العيدية، ولكن الأمر يتطلب بأن يكونوا في مجموعة قوية ومتماسكة ضد من يتعرض لهم من الأولاد في الأحياء الأخرى والذين قد يهاجمون ويحصلون على ما جمعوه من عيديات، وقد تطورت نوعيات العيدية المقدمة للأطفال مع تطور الزمن حيث أصبحت تقدم بشكل مميز للأطفال وأصبحت بعض الأسر تطلبها جاهزة من بعض محلات الحلويات التي تبدع في إعدادها وتغليفها بصورة عصرية.