عُثِرَ في شمال مالي أمس الخميس على حطام الطائرة المستأجَرة من الخطوط الجزائرية، التي فُقِدَ الاتصال بها وعلى متنها 116 شخصاً بعد إقلاعها من واغادوغو، بحسب ما أعلن قائد أركان الرئاسة البوركينية. وقال الجنرال جيلبار دييندييري، إثر اجتماع أزمة في واغادوغو: عثرنا على الطائرة الجزائرية على بُعد 50 كلم شمال الحدود مع بوركينا فاسو في منطقة جوسي المالية. وتقع مدينة جوسي على بُعد حوالي 100 كلم جنوب غرب جاو، كبرى المدن في شمال مالي. وأضاف الجنرال «حتى الآن لا نملك أي معلومات إضافية عن مصير الركاب لكن فرقنا تعمل». وقبل أن يُعلَن العثور على الحطام، كان الجنرال دييندييري أعلن أن شاهداً موثوقاً به شاهد الطائرة «تسقط» في منطقة جوسي. وأضاف «نعتبر أن هذه المعلومات موثوق بها لأننا اطلعنا أيضاً على مشاهد التقطها الرادار تظهر تقدم الطائرة حتى اختفائها، وهو أمر يتطابق مع المكان الذي حدده مخبرنا». وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أكد انقطاع الاتصال بالطائرة، وهي من نوع «ماكدونيل- دوجلاس 83»، عند الساعة 01.47 بتوقيت جرينتش أمس الخميس، بعد قليل من إبلاغ الطاقم أنه يتعيَّن عليه الخروج من مساره بسبب الأحوال الجوية. وتربط الرحلة «إيه إتش 5017» واغادوغو بالعاصمة الجزائرية، وفقدت الخطوط الجزائرية الاتصال بالطائرة ليل الأربعاء – الخميس حين كانت فوق مالي، وعلى متنها 116 شخصاً، وذلك بعد 50 دقيقة من إقلاعها من عاصمة بوركينا فاسو. وكانت الخطوط الجوية الجزائرية أعلنت أمس أنها فقدت الاتصال مع إحدى طائراتها فيما كانت تقوم برحلة بين واغادوغو والجزائر. وأعلن رئيس الوزراء الجزائري، عبدالمالك سلال، أن «الطائرة اختفت على مسافة 500 كلم من الحدود الجزائرية، ولدينا ضحايا من عدة جنسيات». في السياق نفسه، أوضح مصدر من الخطوط الجوية الجزائرية أن «الطائرة لم تكن بعيدة عن الحدود الجزائرية عندما طُلِبَ من الطاقم تغيير مسار الطائرة بسبب سوء الرؤية، وتفادياً لمخاطر الاصطدام مع طائرة أخرى تقوم برحلة بين الجزائر وباماكو»، مضيفاً أن «الاتصال انقطع بعد تغيير المسار». وأوردت الشركة في بيانٍ لها أن «أجهزة المراقبة الجوية أجرت اتصالها الأخير مع الرحلة إيه إتش 5017 بين واغادوغو والجزائر في ال 24 من يوليو عند الساعة 01.55 بتوقيت جرينتش أي بعد 50 دقيقة على إقلاعها». وأكدت الشركة على موقعها الإلكتروني أنها تقوم ب 4 رحلات جوية في الأسبوع نحو واغادوغو، إحداها الخميس من عاصمة بوركينا فاسو. وهذه نكسة جديدة لشركة الخطوط الجزائرية بعد 6 أشهر من كارثة تحطم طائرة في شرق البلاد. ففي فبراير الماضي تحطمت طائرة من طراز هيركوليس سي 130 كانت تقوم برحلة بين تامنراست «2000 كلم جنوب العاصمة الجزائرية» وقسنطينة «450 كلم شرق العاصمة» قبل هبوطها، ما أسفر عن مقتل 76 شخصاً، ونجا راكب واحد من الحادث. إلى ذلك، أعلنت نقابة الطيارين الإسبان «سيبلا» من مدريد أن أفراد طاقم الطائرة الستة كلهم إسبان. وكانت الطائرة مستأجرة من شركة سويفت إير الإسبانية، ومن بين الركاب طياران جزائريان، كما أكد أحد أقاربهما. وفي باماكو، أفاد مصدر أن الاتصال فُقِدَ مع الطائرة عند وجودها فوق جاو شمال مالي. ولا يزال الوضع متوتراً في شمال مالي الذي احتلته عدة أشهر في 2012 جماعات مسلحة، قبل أن تتدخل قوة دولية بقيادة فرنسا لإخراجها منها. وأرسل الجيش الفرنسي طائرتي ميراج 2000 من نجامينا للبحث عن الطائرة، وفق قيادة الأركان الفرنسية.