أعلنت في فرنسا امس، حال حداد على ضحايا الطائرة الجزائرية التي تحطمت في مالي، فيما نقل الصندوقان الأسودان للطائرة من باماكو إلى باريس. وعقد في القصر الإليزيه اجتماع لمناقشة ملابسات الكارثة الجوية، برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند وحضور رئيس الوزراء مانويل فالس والوزراء المعنيون بهذا الملف. ونكست الأعلام حداداً أمس ولمدة ثلاثة أيام، في فرنسا التي فقدت 54 من رعاياها في تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية والتي كانت تقل 118 شخصاً قتلوا جميعاً. وكان الجيش الفرنسي عثر على أحد الصندوقين الأسودين الجمعة في موقع تحطم الطائرة في منطقة غوسي على بعد نحو مئة كلم من غاو، كبرى مدن شمال مالي. ثم عثر خبراء من بعثة الأممالمتحدة في مالي على الصندوق الأسود الثاني السبت. ونقل الصندوقان الى غاو حيث مقر مركز إدارة العمليات حول الحادث، ثم نقلهما وفد بقيادة وزير النقل المالي مامادو هاشم كوماري ونظيره الجزائري عمر غول الى باماكو الأحد، كما أفاد وزير الإعلام والاتصال المالي محمدو كمارا. وكان كمارا قال إن الصندوقين الأسودين «سيسلمان إلى السلطات الفرنسية» المعنية بالتحقيق في الحادث، مشيراً إلى أن هذه المهمة أوكلت إلى مسؤول في الدرك المالي سافر من باماكو إلى فرنسا. وكانت طائرة الخطوط الجوية الجزائرية وهي من طراز «ماكدونال دوغلاس أم دي-83» مستأجرة من «سويفتير» الإسبانية، انطلقت من واغادوغو متوجهة إلى العاصمة الجزائرية ليل الأربعاء- الخميس وتحطمت بعد خمسين دقيقة من إقلاعها. ولم ينج أحد من الأشخاص ال118 الذين كانوا على متن الطائرة، وهم 112 مسافراً (54 فرنسياً و23 من بوركينا فاسو وثمانية لبنانيين وستة جزائريين ورعايا بلدان أخرى) وأفراد الطاقم الستة الإسبان. وفتحت النيابة العامة في باريس تحقيقاً أولياً في الكارثة بتهمة «القتل غير المتعمد». وأكدت الحكومة المالية الأحد، أن باماكو اتخذت إجراء مماثلاً بعد العثور على حطام الطائرة. كذلك أعلنت بوركينا فاسو السبت، فتح تحقيق قضائي لتحديد أسباب الكارثة. وأكد الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا، على «تعاون دولي يهدف إلى معرفة ما وقع للطائرة»، مشيراً إلى أن «ما يجب فعله سيتم بالاشتراك مع مختلف بلداننا: الجزائروفرنسا وبوركينا فاسو ومالي». وأرسلت باريس عشرين دركياً وشرطياً وفريقاً من مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي إلى شمال مالي السبت. وقال رئيس المكتب ريمي جوتي إن التحقيقات المتمثلة في «جمع أقصى قدر ممكن من المعلومات» حول الطائرة والحادث على الأرض وكذلك جمع مختلف المعطيات التي سيتم تحليلها لاحقاً، قد تستمر أسابيع وربما أشهراً». وأضاف أن «من السابق لأوانه الإدلاء بأي تكهنات» حول سبب الحادث، في حين تحدث العديد من المتخصصين عن سوء الأحوال الجوية. ومنذ الجمعة، كثرت الزيارات إلى موقع الحادث الذي تكفلت بإرساء الأمن فيه القوات المالية وقوات الأممالمتحدة والعسكريون الفرنسيون المنتشرون منذ سنة في مالي، في إطار عملية مكافحة المقاتلين الإسلاميين. كذلك زار الموقع مسؤولون من بوركينا فاسو وماليوفرنسا، وعدد من أقارب الضحايا وانتقلوا إليه بمروحيات انطلاقاً من واغادوغو. وبعد مجموعة صغيرة تتكون من مواطن من بوركينا فاسو ولبناني وفرنسي السبت، نقل لبنانيون الأحد إلى بلادهم. كذلك نقل إلى هناك صحافيون أفارقة ومن أنحاء العالم، انطلاقاً من واغادوغو. وفي عاصمة بوركينا فاسو أعرب أقارب ضحايا من جنسيات عدة، عن أملهم في معرفة حقيقة الحادث، ولا سيما استلام الجثث أو ما تبقى منها. لكن المسؤول العسكري لدى الرئيس الجنرال جيلبير دينديري، قال إن انتشال الجثث سيكون صعباً جداً، وربما مستحيلاً، لأن الطائرة تفككت عندما تحطمت وتناثرت قطع حطامها على مساحة كبيرة. وأضاف المسؤول في واغادوغو: «لا أعتقد أننا سنتمكن من جمع أشلاء الجثث (...) لقد تناثرت وتبعثرت ولست متأكداً من أننا سنتمكن من العثور على بعضها».