نفى الناطق باسم الخارجية الأردنية محمد الكايد أن يكون قد صرح بأنه لا يوجد قرار بسحب السفير الأردني من دمشق «حتى الآن». وأكد الكايد في حديث ل»الشرق» أنه لم يلمح إلى إمكانية سحب السفير، وقال: «ليس لدي ما أصرح به في هذا الموضوع». وكانت تقارير صحفية أردنية نقلت عن الكايد قوله أنه «لا يوجد أي قرار بشأن سحب السفير الأردني من سوريا، أو إغلاق السفارة السورية في عمّان حتى الآن». إلى ذلك أكدت مصادر ل «الشرق» أن المستوى الرسمي في الأردن يرغب في تمرير الملف بهدوء لتجنب التصعيد إزاء النظام السوري، حيث ينظر الأردن إلى أبعاد مختلفة تتعلق بتبعات كبيرة يتأثر بها الاقتصاد الأردني الذي لا يحتمل القطيعة مع سوريا، خصوصاً مع مرور نسبة كبيرة من صادرات الأردن عبر الموانئ السورية. وأضافت المصادر أن الأردن يحاول تجنب تأثير قرار دول مجلس التعاون الخليجي بهذا الصدد، حيث لا يرغب في التغريد خارج السرب، وفي نفس الوقت لا يحتمل تبعات مثل هكذا قرار. وكان مراقب عام الإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد قد طالب الحكومة أمس بسحب سفيرها من دمشق وطرد السفير السوري بهجت سليمان من عمان تعبيراً عن احتجاج الشعب الأردني على المجازر التي ترتكب بحق المدنيين المطالبين بالحرية والكرامة. من ناحيته قال الكاتب والمحلل المعروف فهد الخيطان ل»الشرق» أن تجربة الأردن السابقة مع العراق تشابه الوضع الحالي، حيث سحبت دول عديدة سفراءها من العراق فيما لم يسحب الأردن سفيره وقتها، وذلك لاعتبارات عديدة. وتفهمت تلك الدول ذلك الموقف. وأضاف الخيطان أن الأردن المرتبط بمصالح سياسية واقتصادية مع سوريا، ولا ينطبق عليه ما ينطبق على الدول الأخرى، حيث إن هناك قضايا معلقة وملفات متشابكة بين الأردن وسوريا، وهو ما يتطلب وجود علاقات وسفراء. وأشار الخيطان إلى حصول الأردن على استثناء من الجامعة العربية إبان فرض عقوبات اقتصادية على سوريا، تماماً مثلما حصل على نفس الاستثناءات عندما فرضت عقوبات على العراق، وأضاف أنه يعتقد أن الأردن سيتمسك بتلك الاستثناءات..