يبدأ الرئيس الجديد للرئاسة العامة لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد – صباح اليوم – مهام عمله خلفاً للأمير نواف بن فيصل، الذي أمضى ثلاث سنوات ونصف السنة في منصبه، وذلك بعد أن أنهى صباح أمس كل ارتباطاته العملية في عدد من مجالس إدارات الشركات التي يعمل بها، إلى جانب تقديم استقالته من عضوية الشرف بنادي الهلال، وكذلك من منصبه في مجلس إدارة نادي شيفيلد يونايتد الإنجليزي. وتتصدر عدد من الملفات المتراكمة في رعاية الشباب قائمة أولويات الرئيس الجديد، الذي ينتظره حمل ثقيل وأمل ينتظره الجميع لإعادة الهيكلة في المنظومة المعنية بخدمة قطاعي الشباب والرياضة ومن ثم النهوض بكل الألعاب السعودية إلى صفوف المقدمة في المحافل القارية والعالمية. وبمجرد أن يجلس الأمير عبدالله بن مساعد على رأس هرم رعاية الشباب فإن اسم (الخصخصة) يقفز للذهن مباشرة بحكم ما عرف عنه من اهتمامات واسعة في هذا الشأن ورئاسته في وقت سابق فريق عمل لدراسة التخصيص وتطوير الاستثمار الرياضي، حيث يتوقع أن يبادر الرئيس الجديد بتسريع وتيرة تطبيق الخصخصة على الأندية لاسيما أنه قدم تصورات مميزة إلى مجلس الاقتصاد الأعلى بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة، الأمر الذي يعجل من احتمالية إنهاء هذا الملف وتطبيق نظام الخصخصة بالشكل الذي ينهي فيه عدداً من المشكلات المالية التي تحاصر الأندية الرياضية. ويطالب عدد من المتابعين بضخ كوادر إدارية شابة في الرئاسة قادرة على النهوض بمسؤولياتها، لا سيما أن عدد من وكلاء وموظفي «رعاية الشباب» قاربت خدمتهم على النهاية، وتحتاج الأفكار التطويرية في الرئاسة إلى كوارد شابة تستوعب التغيرات الجديدة في العصر الرياضي الحديث. وتعتبر صيانة الملاعب الرياضية هاجساً مؤرقاً لكثير من الأندية والجماهير والمتابعين، حيث إن كثيراً من المنافسات الرياضية تقام في بيئات غير مناسبة وينقصها كثير من الخدمات، فضلاً عن المنشآت الرياضية المعطلة التي تجاوزت ثماني سنوات، حيث يوجد أكثر من أربعين منشأة لم يبدأ العمل بها رغم اعتمادها، وبعضها لم تنجز وتصنف ضمن المشاريع المتعثرة للرئاسة. وتصرف الرئاسة أكثر من 800 مليون ريال من إجمالي ميزانيتها، التي تفوق مليار ريال على أعمال الصيانة للمنشآت التابعة لها وهو الرقم الذي أثار حفيظة مجلس الشورى في وقت سابق على اعتبار أن هذا المبلغ الكبير يدفع لصيانة تعتبر هي (الأسوأ) على حد ما ذكره عدد من أعضاء المجلس آنذاك. ومازالت عدد من المنافسات في الملاعب السعودية تقام على (الملاعب المجمعة) التابعة لوزارة التربية والتعليم، رغم فشلها هي الأخرى في توفير بيئة رياضية مناسبة وصالحة لكرة القدم والألعاب الأخرى. ويواجه الرئيس الجديد ملفاً شائكاً يتمثل في كثرة الشكاوي على رؤساء الأندية، التي تسببت في دخول بعض الرؤساء للسجن على خلفيات قضايا مالية ومتأخرات أسهمت في هذه الأزمة التي مازال الوسط الرياضي يترقب وضع حد لتراكماتها، التي أثقلت كاهل إدارات الأندية المتعاقبة، وهو ما أفرز ابتعاد عدد من الكوادر المؤهلة والمميزة عن الوسط الرياضي خشية الوقوع في مثل هذه المشكلات. وقد وقعت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في إحراجات كثيرة بسبب هذه المشكلات، خاصة مع سفارات عدد من الدول التي تصلها شكاوي مدربيها ولاعبيها للمطالبة بحقوقهم المادية المتأخرة. وعلى الرغم من أن حقوق النقل قفزت من خمسة ملايين ريال إلى 150 مليون ريال في الموسم الواحد، إلا أن النقل التليفزيوني للمسابقات المحلية مازال هاجساً مؤرقاً وبحاجة إلى آلية جديدة تكون أكثر إقناعاً للوسط الرياضي ومرتبطة بآليات نقل حديثة تستطيع أن تنقل المنافسات إلى عالم تليفزيوني متطور يمسح الصور السلبية الماضية، التي ارتبطت بالقناة الناقلة. ويعتبر موضوع تطوير أداء المنتخبات الوطنية وإعادتها إلى سابق أمجادها من المواضيع المهمة، التي تعتبر مقياساً ومعياراً ثابتاً لأداء الرئاسة رغم أن المسؤولية تقع في المقام الأول على اتحاد كرة القدم، لكن تطوير منظومة الاتحاد أيضاً يعتبر أمراً مطلوباً، لاسيما أن انخفاض مستوى المنتخبات لسنوات طويلة لم يقابله عمل تطويري وتصحيحي جاد. ويطمح السعوديون في أن يعود زمن إنجازات الألعاب الأولمبية سواء على مستوى الألعاب الفردية أو الجماعية، وواجهت الرئاسة سابقاً اتهاماً بعدم جديتها في التركيز على احتضان المواهب ورعايتها للاعبين الموهوبين في الألعاب الأولمبية الفردية وإعدادهم للمنافسة. ويأمل عدد من محبي كرة اليد والطائرة والسلة وتنس الطاولة وكرة الماء وغيرها من الألعاب في أن ينجح الرئيس الجديد بإعادة مثل هذه الألعاب، التي لم تجد بعض الأندية بداً من تجميدها بعد عجزها عن تفعيلها نتيجة قلة الموارد ومبالغ إعانتها الضعيفة، ويعتبر البعض أن مجرد إعادة هذه الألعاب لحيز الوجود يعتبر خطوة مهمة للنهوض بالأنشطة الرياضية والشبابية في مقرات الأندية. وترضخ بيوت الشباب المنتشرة في مدن ومناطق المملكة تحت وطأة الإهمال وغياب النظافة والخدمات الفندقية المميزة ما جعلها أشبه بالبيوت المهجورة من فرط سوئها بدليل أنها لم تنجح في احتضان معسكرات الأندية والأنشطة الشبابية والاجتماعية والثقافية المختلفة. وأمام كل هذا، ينتظر الوسط الرياضي بأسره موجة من التغييرات التنظيمية في آلية المسابقات والمنافسات، خاصة فيما يتعلق بدوري المناطق إلى جانب تفعيل الأدوار الاجتماعية والثقافية للأندية، ومتى ما نجح الرئيس الجديد في وضع هذه المشكلات في قائمة اهتماماته، فإن الرياضة السعودية مقبلة على عهد جديد حافل بالعطاء والإنجازات.