هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    «الزكاة والضريبة والجمارك» تُحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة كبتاجون في منفذ الحديثة    باص الحرفي يحط في جازان ويشعل ليالي الشتاء    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    الكشافة تعقد دراسة لمساعدي مفوضي تنمية المراحل    الذهب يتجه نحو أفضل أسبوع في عام مع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني    خطيب المسجد الحرام: ما نجده في وسائل التواصل الاجتماعي مِمَّا يُفسد العلاقات ويقطع حِبَال الوُدِّ    المنتخب السعودي من دون لاعبو الهلال في بطولة الكونكاكاف    الملافظ سعد والسعادة كرم    استنهاض العزم والايجابية    المصارعة والسياسة: من الحلبة إلى المنابر    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «قبضة» الخليج إلى النهائي الآسيوي ل«اليد»    رواء الجصاني يلتقط سيرة عراقيين من ذاكرة «براغ»    لبنان يغرق في «الحفرة».. والدمار بمليارات الدولارات    حلف الأطلسي: الصاروخ الروسي الجديد لن يغيّر مسار الحرب في أوكرانيا    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    إطلالة على الزمن القديم    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    ترمب يستعيد المفهوم الدبلوماسي القديم «السلام من خلال القوة»    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    استضافة 25 معتمراً ماليزياً في المدينة.. وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما كشفت الشرق شيطانهم الأكبر.. قاطعوها
نشر في الشرق يوم 30 - 05 - 2014

كانت «الشرق» واحدة من وسائل الإعلام القليلة التي تحدثت بالمعلومات والوقائع عن دور حزب الله داخل سوريا وعن تورطه المبكر في دعم نظام بشار الأسد وإدخاله المقاتلين إلى الأراضي السورية لقمع الانتفاضة ضد السلطة.
حينها كان أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، وآخرون ممن يُحسبون عليه يخرجون على وسائل إعلام عربية ببيانات وتصريحات تنفي هذا التورط رغم وقوعه على الأرض ووفق شهادات القريبين من الصراع، وتعتبر أن دعم حسن نصر الله للأسد يقتصر على الدعم السياسي.
شيئاً فشيئاً أبى حسن نصر الله إلا أن يكشف صحة ما نشرته وسائل إعلام وصحف – منها «الشرق»- عن دعمه الأسد بالمقاتلين، وأعلن بنفسه في أحد خطاباته عن أن مقاتلي الحزب دخلوا إلى سوريا وقاتلوا إلى جانب جيش النظام فيها، وكانت معركة «القصير» هي المناسبة التي دفعته إلى التصريح بذلك بعد أن تجاوزت تدخلاته في حمص كل الحدود وبات من غير المنطقي الاستمرار في إنكارها.
ومنذ ذلك الحين، لم يعد نصر الله يخفي دوره في الصراع السوري، بل إنه تعهد بأن يستمر في ممارسته حتى يقضي الأسد ومن يقاتلون إلى جانبه من حلفاء على الثورة السورية.
وفي كل مرة كان نصر الله يتحدث فيها عن فعلته التي ترتقي إلى مرتبة «الاحتلال»، كان يلجأ لمبرر مفاده أنه يحاول إنقاذ لبنان من «النتائج الكارثية» لسقوط النظام السوري عليه رغم أن الواقع أثبت أن اللبنانيين لم يكتووا بنيران ما يجري في سوريا إلا لأن حزب الله اتخذ قراره بالتدخل فيها.
ومنذ أن بدأ الصراع السوري استندت «الشرق» في تناولها لدور حزب الله إلى ما يردها من معلومات وشهادات تؤكد تورط نصر الله في الدم السوري، لذلك كان لها نصيب من هجوم أنصار حزب الله حتى شنوا من خارج المملكة الأسبوع الماضي حملة لمقاطعتها في دفاعٍ عن حسن نصر الله يجافي الحقائق والمعطيات.
منذ تأسيسه وحتى الآن لعب حزب الله أخطر الأدوار في المنطقة وبنى شبكة علاقات اتسمت بالغموض، وفي المجمل بذل الحزب جهوداً لتشتيت جهود الشعوب العربية تجاه القضية الفلسطينية رغم ادعائه العكس طيلة الوقت.
تأسس حزب الله في وقت كان العرب فيه يعرفون عدوهم، وبمرور الوقت ساهم حزب الله في إرباك المشهد وجعل حقيقة الصراع مضطربة في أذهان الكثيرين، وشاركت إسرائيل في هذه الخديعة عبر اعتماد استراتيجية تبديل الأعداء.
اجتاحت إسرائيل لبنان عام 1982 بهدفٍ معلن هو ضرب منظمة التحرير الفلسطينية وبنيتها التحتية، أما الهدف غير المعلن فكان تبديل العدو.
والفلسطينيون والعرب هم أعداء للكيان الصهيوني ومعركتهم معه معركة على الأرض والتاريخ والوجود، وقد كانت إزاحة منظمة التحرير الفلسطينية وإبعادها عن لبنان وجنوبه هدفاً استراتيجياً لحكام إسرائيل، لكن الهدف الأهم هو إيجاد عدو بديل يتناغم مع استراتيجية إسرائيل في المنطقة.
لذلك أوجدت إيران، وهي الحليف الأخطر لإسرائيل تاريخياً، حزب الله اللبناني ليحل محل المقاومة ويدَّعيها ويدَّعي عداءه لإسرائيل، وهذا ما نجحت فيه طهران وتل أبيب خلال سنوات قليلة.
حزب الله الذي تأسس إثر اجتياح لبنان استطاع أن يسيطر على الجنوب خلال بضعة سنوات بمساعدة نظام الأسد وإيران واحتكر «المقاومة» وبدأ في أداء دوره كعدو لإسرائيل.
استطاع حزب الله إقناع السوريين وبعضاً من العرب بأنه حزب مقاوم لإسرائيل، لكن الثورة السورية التي اندلعت في مارس 2011 أسقطت الأقنعة والشعارات التي تستّر خلفها الأسد الأب ومن ثم الابن وحزب الله وقادة طهران.. «المقاومة» و«الممانعة».
عملية تبديل العدو بمعرفة إيرانية لم تبدأ مع مجيء الخميني بل بدأت منذ عهد الشاه محمد رضى بهلوي صديق إسرائيل، وربما كانت الفكرة في تبديل ديموجرافي سياسي على الحدود الشمالية لإسرائيل منذ تأسيسها، وربما كان قدوم الإمام موسى الصدر إلى لبنان عام 1958 بداية هذه المرحلة التي استغرقت عقوداً حتى بدأت تتكشف بوضوح.
يبدو الإمام الصدر شخصيةً مثيرة للجدل في حياته وفي غيابه وموته، وُلِدَ في مدينة قم الإيرانية عام 1928، ووصل إلى صور في جنوب لبنان عام 1958 ويقال إنه من أصل لبناني وحصل على الجنسية اللبنانية.
في عام 1974، أنشأ الصدر حركة «المحرومين» لتكون تجسيداً للكيان السياسي لشيعة لبنان، ثم أنشأ في العام التالي أفواج المقاومة الإسلامية التي عُرِفَت باسم «أمل» لتكون الذراع العسكري ل «المحرومين».
وبصفةٍ عامة، بدا أن مشروع الصدر يخدم نظرية التبديل الديموجرافي السياسي على الحدود الشمالية لإسرائيل – اتضح فيما بعد أنه لا يتوافق مع مشروع ولاية الفقيه – من خلال زرع كيان «أمل».
انضم إلى هاتين الحركتين (أمل والمحرومين) إيرانيون من بينهم مصطفى جمران الذي عُيِّنَ بعد نجاح ثورة الخميني كأول وزير دفاع في الحكومة الإيرانية في إشارة إلى أهمية الدور الذي لعبته الشخصيات التي عملت في لبنان مع الإمام الصدر.
أحد هذه الشخصيات المثيرة للجدل هو السفير الإيراني في سوريا عامي 1968 و1969 حسن أختري.
أختري قال بنفسه إنه – ورغم وجود عدد قليل ممن ينتمون للمذهب الشيعي في سوريا- عمل ب «التبليغ والتوجيه الديني» في قريتين بريف حمص وحلب.
وفي عامه الثاني، ذهب أختري إلى لبنان وبَقِيَ هناك حتى عام 1972 يقوم بنشاطات داخله، وامتدت علاقته مع سوريا ولبنان إلى أكثر من 45 عاماً.
وبالعودة إلى موسى الصدر، لم يكن الإمام رجل دين فقط وإنما كان سياسياً وصاحب مشروع استراتيجي تتضح معالمه اليوم بعد أكثر من 50 عاماً على وصوله إلى لبنان، لقد نسج علاقات سياسية مع شخصيات مهمة والتقى الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وكانت تربطه علاقة بشاه إيران محمد رضى بهلوي، إضافة لعلاقته مع كبار رجال الدين الشيعة في قم والنجف، وكذا علاقات مصاهرة مع عائلة الخميني.
وكان قيام ثورة الخميني في إيران عام 1979 دافعاً قوياً لانتشار أفكار محمد حسين فضل الله على نطاق واسع في لبنان ما ساعد على تأسيس حزب الله.
وصاحب فكرة تأسيسه كان السفير الإيراني الأسبق في دمشق، علي أكبر محتشمي، وأول نقاشٍ جرى حول ذلك كان بين محتشمي والشيخ صبحي الطفيلي الذي أصبح فيما بعد أول أمين عام للحزب.
وبعد الدور الذي لعبه محتشمي، أكمل المهمة محمد حسن أختري حتى بات يُعرَف بالمؤسس الفعلي لحزب الله وحركتي الجهاد الإسلامي وحماس الفلسطينيتين باعترافه هو نفسه.
ومع بدء الانسحاب الإسرائيلي من قسم كبير من جنوب لبنان، جاء الإعلان في 16 فبراير 1985 عن تأسيس حزب الله الذي التزم بأوامر قيادة ولاية الفقيه، معتبراً أن المنتسبين للحزب هم من اللبنانيين الشيعة المرتبطين مذهبياً بمرشد الثورة الإيرانية الخميني.
وشكل هذا الإعلان البداية العلنية للحزب وتضمنت الرسالة المفتوحة أهم المبادئ التي يؤمن بها، وجاء في الرسالة: «نحن في لبنان لسنا حزباً تنظيمياً مغلقاً ولسنا إطاراً سياسياً ضيقاً، بل نحن أمة ترتبط مع المسلمين في أنحاء العالم برباط عقائدي وسياسي متين هو الإسلام».
ولوحظ في هذا الإعلان أنه قال «نحن أمة» دون أن يشير إلى كونه جزءا من الشعب اللبناني، وهو ما أثار علامة استفهام كبيرة في الدور والوظيفة التي على حزب الله أن يقوم بها.
لم يكن الهدف بالنسبة لمؤسسي حزب الله – إن كانوا في إيران أو لبنان- هو المقاومة.
إنما كانت المقاومة هي المعبر ل «اكتساب شرعية الوجود» وهي المدخل لامتلاك السلاح وشرعنته.
المسؤولون الإيرانيون كانوا واضحين منذ البداية فهم يريدون وجوداً قوياً في لبنان من خلال تيار ديني شيعي يتبع ولاية الفقيه ويأتمر بأمره.
ولأن قيادة حركة أمل لم تلبِّ طموحاتهم كان لا بد من البديل، وكانت «المقاومة» هي المدخل للسيطرة وبسط النفوذ وإزاحة حركة أمل التي كانت تملك السلاح وكانت هي القوة شبه الوحيدة في الجنوب وحتى في بيروت بعد خروج الفصائل الفلسطينية من لبنان، لذا كان الصدام حينها بين حزب الله والحركة.
وبعد أن تمكن حزب الله من تحجيم حركة أمل والمقاومة الوطنية اللبنانية، بدأ في لعب دور حارس الحدود الإسرائيلية، وشهد على ذلك صبحي الطفيلي أول أمين عام لحزب الله وأحد مؤسسيه الأوائل، الذي أُقصِيَ عن أمانته العامة عام 1991.
قال الطفيلي: «بدأت نهاية هذه المقاومة مذ دخلت قيادتها في صفقات (مع إسرائيل) كتفاهم تموز/يوليو 1994 وتفاهم نيسان/أبريل 1996 الذي أسبغ حماية على المستوطنات الإسرائيلية، وتقف المقاومة الآن حارس حدود للمستوطنات الإسرائيلية، ومن يحاول القيام بأي عمل ضد الإسرائيليين يلقون القبض عليه ويسام أنواع التعذيب في السجون».
كان الوجود الإسرائيلي في جنوب لبنان مبرراً لحزب الله ليستمر في الوجود وحمل السلاح واحتكار المقاومة.
ولمّا انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان في 25 مايو 2000، فوجئ حزب الله نفسه والقوى اللبنانية والإقليمية بهذا الانسحاب، فكان لا بد من عنوان جديد ل «المقاومة» للدفاع عن شرعية امتلاك السلاح.
حينها فتح الحزب ملف مزارع شبعا وتلال كفرشوبا (وهو ملف شائك)، لكن العمل العسكري ضد إسرائيل كان قد تراجع وبدأ الحزب أسلوباً جديداً فيما يسميه «العمل المقاوم».
قبل ذلك، كان قبول حزب الله اتفاق تموز/يوليو1994 قد حدَّ من نشاطاته العسكرية ضد إسرائيل فاكتفى بإقامة محميات عسكرية في المناطق الجنوبية والقيام بعمليات محدودة.
دخل حزب الله بعد 8 سنوات من الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان مرحلةً جديدة وهي مرحلة حمل السلاح ضد اللبنانين بعد سنوات من قهر إرادتهم تحت تهديده.
ففي السابع من مايو عام 2008، انتشرت عناصر حزب الله وميلشيات حركة أمل في بيروت الغربية على خلفية رفض قادتهم قرار الحكومة اللبنانية القاضي بإزالة شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله وإقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير المُعيَّن من قِبَل الحزب.
كان حزب الله يسيطر من خلال العميد شقير على الميناء الجوي الوحيد في لبنان، واتُهِمَ الرجل من قِبَل بعض القوى الوطنية اللبنانية بتقديم جميع المعلومات عن حركة الشخصيات السياسية الوطنية لأمن حزب الله وقيل إن بعض هذه المعلومات أدت إلى حوادث اغتيال عام 2005 ومنها اغتيال جبران تويني.
تصاعدت الأزمة حينها وجرت اشتباكات غير متكافئة بين مناصري حكومة سعد الحريري وميليشيا حزب الله، فبينما كان يتسلح عناصر الحزب بالبنادق والأسلحة المتوسطة كان سلاح مؤيدي الحكومة الحجارة والعصي.
في اليوم التالي، ألقى حسن نصرالله خطاباً اعتبر فيه أن «هناك جهة أعلنت حرباً على جهة ولسنا نحن من فعل ذلك.. نحن ندافع عن أنفسنا».
وأضاف أن «شبكة اتصالات حزب الله الخاصة تدخل في عداد سلاح المقاومة وأن اليد التي ستمتد إلى سلاح المقاومة سوف تُقطَع» رافعاً شعار «سلاح لحماية السلاح».
اجتاح الحزب بيروت الغربية وسيطرت ميليشياته وحلفاؤه بقوة السلاح على مختلف المراكز التابعة ل «تيار المستقبل» خلال ساعات معدودة، ومن ثم امتدت المعارك إلى جبل لبنان الجنوبي.
هنا تأكَّد للجميع أن حزب الله وجَّه سلاحه إلى اللبنانيين بعد أن أنجز كل الاتفاقات مع إسرائيل.
منذ تلك الأحداث، لم يعد هناك أي مبرر لوجود سلاح حزب الله سوى أنه يسعى إلى فرض سلطته على اللبنانيين والتحكم في الدولة اللبنانية وإنفاذ إرادته ورغباته بالقوة.
وبمرور الوقت، انكشفت صورة الحزب ودوره ووظيفته المرسومة كرأس حربة للنظام الإيراني الذي يريد السيطرة على المنطقة خاصةً سوريا ولبنان.
بعد هذا التاريخ ب 3 سنوات، اندلعت الثورة السورية ضد بشار الأسد فانحاز حزب الله كلياً للنظام منذ البداية، ومع تطورها ازداد حسن نصرالله تلاحماً مع الأسد لأنه أدرك أن بقاءه سيضمن بقاء الحزب.
في مارس 2011 والأشهر التي تلته، تحدثت تنسيقيات الثورة السورية عن مشاركة فعلية لعناصر حزب الله في القمع الدموي ضد الشعب السوري، وأظهرت بعض مقاطع الفيديو صوراً لمقاتلي الحزب إلى جانب شبيحة الأسد.
ومع تطور الأحداث العسكرية وبدء تلاشي قوات الأسد وتكبده خسائر كبيرة لم تعد الطائفة العلوية قادرة على تحملها حتى أنها بدأت تتذمر، رمى حزب الله بتوجيه من المرشد الإيراني خامنئي بكل ثقله إلى جانب الأسد ودخل بشكل علني القتال إلى جانب النظام.
وكانت معركة القصير في ريف حمص (النصف الأول من 2013) هي مرحلة تحول في وجود حزب الله في سوريا.
التحم حزب الله بنظام الأسد في ميادين القتال وفي ساحات الدعاية والتعبئة التي أخذت المنطقة في اتجاه الحرب الطائفية.
وبازدياد مساحة التورط، بات مصير حزب الله مرتبطاً بمصير الأسد، فسقوط الرئيس السوري يعني انهيار الحزب الذي عقَّد من شروط استمراره كما هو مرسوم له منذ إنشائه (السيطرة على لبنان وإقامة دولة طائفية وأداء دور العدو لإسرائيل).
ويدرك حسن نصرالله تماماً خطورة سقوط النظام السوري على مستقبله كحزب، وعلى المشروع الإيراني الذي عمل عليه الخميني ومن بعده خامنئي طيلة ثلاثين عاماً.
سقوط حزب الله سيعيد ترتيب المنطقة من جديد وسيمثل بداية العد العكسي لانكفاء إيران إلى داخل حدودها وسقوط مشروع ولاية الفقية المتمثل في تحقيق الحلم الفارسي وعودة الإمبراطورية من جديد.
يقع العرب المسلمون والمسيحيون في الشرق الأوسط، دولاً وشعوباً، بين إيران وإسرائيل.
هي تداعياتٌ لصراع تاريخي بدأ مع الملك البابلي نبوخذ نصر وسبي اليهود إلى بابل في العراق قبل نحو 2600 عام ولم ينته بعد نشوء دولة إسرائيل.
وصراعٌ آخر بين العرب والفرس كانت بدايته معركة القادسية قبل حوالي 1400 عام، وما زالت الشعوب العربية تعاني مما ترتب على هاتين الحادثتين وتبعاتهما النفسية العميقة التي تأصلت في المخزون النفسي والثقافي للفرس واليهود ليصبح العرب مسلمون ومسيحيون في الشرق الأوسط يتحملون تبعات هاتين الإشكاليتين النفسيتين.
الأولى: عقدة معركة القادسية وسقوط الإمبراطورية الفارسية واعتناق الفرس للمذهب الشيعي الذي تطور ليصبح تعاليم دينية مكتملة في مواجهة المذهب السني الذي اتخذه العرب أساساً لعقيدتهم، وتأسس خلاف واختلاف عقائدي ديني قومي بين العرب والفرس، وعمق السقوط الثاني للدولة الصفوية على يد العثمانيين الأتراك هذا التضاد، وتدرك إسرائيل أنه ليس لهم مقدسات في فلسطين وبالتالي لا صراع معهم على أرض أو وجود.
الثانية: اليهود والسبي البابلي وتدمير هيكل سليمان من قِبَل الملك نبوخذ نصر(605-563) ق.م في القدس كما تقول الروايات التوراتية اليهودية، وربما ستبقى القدس – في حائط مبكاها الذي يحج إليه اليهود ليبكوا هيكل ملكهم سليمان الذي دُمِّرَ على يد ملك عربي سبى قبائل اليهود إلى بابل كما يعتقدون- محل خلاف وصراع بين العرب واليهود إلى الأبد، وتستمر تداعيات هذا المخزون النفسي اليهودي في تأجيج الصراع ضد العرب منذ أكثر من ثمانين عاما.
سجلت مبيعات «الشرق» ارتفاعاً ملحوظاً في السوق المحلية، كما أخذ معدل زيارات الموقع الإلكتروني للصحيفة في التصاعد خلال الأشهر الأخيرة رغم شنّ أنصار الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حملة «هجوم» على «الشرق» خارج المملكة.
في الوقت نفسه، أفادت الإحصاءات الخاصة بخدمة طباعة العدد الورقي اليومي للصحيفة خارج المملكة – من خلال شركة (Newspaperdirect)- أن الصحيفة وصلت إلى القرّاء في آسيا، وإفريقيا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا الجنوبية، وأوروبا، وأوقيانوسيا، ودول منطقة الكاريبي.
واحتلت آسيا الصدارة بنسبة 62%، تلتها أوقيانوسيا ب 14%، ثم أمريكا الشمالية ب 11%، فإفريقيا ب 4%، وأوروبا بنفس النسبة، ثم منطقة الكاريبي ب 3%، فأمريكا الجنوبية ب 2%.
وكانت «الشرق» أبرمت اتفاقية مع شركة (Newspaperdirect)، التي تتخذ من كندا مقراً لها، لإتاحة طباعة الصحيفة ورقياً في مختلف دول العالم لتحقيق الانتشار داخل المملكة وخارجها.
وخلال أشهر مارس، وإبريل، ومايو، من العام الجاري، ارتفع عدد زيارات الموقع بنسبة تقارب 75%، وارتفع عدد صفحات الموقع التي تم زيارتها «على مستوى العالم» إلى نحو 10 ملايين صفحة خلال نفس الفترة.
و«الشرق» واحدة من أكثر من 10 صحف إلكترونية سعودية قراءةً، بحسب موقع «إليكسا» الشهير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.