أكد رئيس تحرير مجلة اليمامة السابق، الدكتور فهد العرابي الحارثي، أن المجلة كانت معرضة للتوقف عن الصدور، إلا أن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، حال دون ذلك، ما دفعها للاستمرار، مشيرا إلى أن المجلة كانت ستتوقف قبل عشرين عاماً، ولولا ولي العهد، لأوقفت المجلة منذ ذلك الحين. وقال الحارثي في محاضرته حول «موقع اليمامة في تاريخ الإعلام السعودي»، التي ألقاها صباح أمس في مجلس حمد الجاسر الثقافي وأدارها الدكتور جاسر الحربش، إنه على ثقة كبيرة بأنّ ولي العهد سيرفض وقف المجلة مع أي محاولة لإيقافها، مشيرا إلى أن المجلة تعد رافداً حيوياً من روافد رفع مستوى الوعي الفكري لدى المجتمع. ووصف المرحلة الحالية للمجلة بأنها مرحلة «تأبين لها»، مبيناً أنها في السنوات الأخيرة تحتضر وتنتظر تشييعها دون أن تتحرك المؤسسة، على الرغم من إدراكها أنها ليست بصحة جيدة، وتعاني كثيراً من الأمراض، لافتاً إلى أن هناك محاولات لخنقها ووئد تجربتها. وشدد الحارثي على أن اليمامة عمود من النور، ورافد من روافد المعرفة، وجزء من مشروع الحداثة في العالم العربي، وشاهد على التطوّر والازدهار الثقافي في الوطن، موضحا أن دورها الثقافي كان صادماً لكثير من القوى المحافظة. كما أشار إلى أنها تمثل تاريخ جيل كامل من المثقفين والأدباء، دون أن يخفي أنها واجهت صعوبة وريبة من المؤسسات الرسمية، بحجة أنها تريد إفساد التصور التنموي، وأن كثيراً من المسؤولين يقولون «نحن في مرحلة البناء». وأفاد بأن المجلة اهتمت بالشأن العام عبر قضية الأسبوع، ومدارات ساخنة، وأن لديها كتابا شديدي الوعي. وطرح الحارثي في محاضرته بعض الاقتراحات لضمان استمرار المجلة وعدم توقفها، موضحا أن المشكلة إذا كانت في «التحرير» فبالإمكان تغيير طاقم التحرير كاملاً، أمّا إذا كان قرار الإغلاق بسبب خسائر مالية فالحل خفض الأرباح الموزعة على المساهمين والبالغة 111 مليوناً و780 ألف ريال، التي تمثّل ما نسبته 69% من رأس المال بحسب آخر إعلان للأرباح، مشيرا إلى أن هذه النسبة تعد أعلى نسبة أرباح تحققها مؤسسة إعلامية على مستوى العالم. وبين الحارثي في نهاية محاضرته، أن بعض المشاريع تخسر، لكن وجودها مُهمّ جداً، مبيناً أنه لا يجب أن نُلغي معلماً حضارياً وصرحاً ثقافياً عريقاً كمجلة «اليمامة» لأسباب غير مقنعة، ويمكن معالجتها وتجاوزها بسهولة.