أظهرت تلك الهاشتاقات التي أُطلقت عقب خبر تعيين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً لولي العهد، بالإضافة إلى التعليقات والردود التي حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي مدى الرضا الشعبي بهذا القرار، كما أنها عكست ارتياحاً اجتماعياً وشعبياً لقرار خادم الحرمين الشريفين هذا، أمد الله في عمره وعافاه. إلا أن هذا الأمر على مستويات عربية وغربية أخرى قد فتح الباب لجملة من التكهنات والاستنتاجات عكستها وسائل الإعلام المختلفة قرأتها كما قرأها غيري. وعلى الرغم من إدراك الجميع أن هذا شأن داخلي سعودي إلا أن كون العالم قد أضحى قرية صغيرة بفضل الثورة التكنولوجية في مجال الإعلام التي نعيشها ونحياها؛ فإننا نجد أنفسنا تلقائيا نسعى لإلقاء الضوء على هذا القرار الحكيم، وللحيثيات والأسباب الكامنة خلف تشكّله ومن ثم ظهوره للعلن. يدرك الجميع أن المملكة تشهد في المرحلة الراهنة حالة تحول اقتصادي هائل تتمثل أبسط أبجدياته في إعادة تشكيل وجه المملكة الاقتصادي، وتحديث البنى التحتية، ومشاريع إعمار عملاقة التي تصاحب الوفرة المالية التي ولّدها الارتفاع المطرد في أسعار النفط خلال السنوات القلائل الماضية. ومن هنا فنحن داخليا بحاجة إلى نوع من الاستقرار النفسي والاجتماعي الذي يسهم تلقائيا كبيئة إيجابية محفزة في استمرارية التنمية الاقتصادية بكافة أشكالها وعلى جميع الأطر، ومن هنا فإن اختيار صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد يمثل دعماً ومؤازرة لولي العهد في إدارة كفة القيادة في هذه البلاد المباركة التي ما انفك يتربص بها كل حاقد وحاسد؛ كما يولد حالة من الشعور بالأمان والاستقرار لدى المواطن بخصوص الانتقال السلس والتلقائي للسلطة مستقبلا في حالة تولد أي فراغ – لا سمح الله – لسبب أو لآخر، كما أن هذا الاختيار يشجع تلقائياً المستثمر الأجنبي وقبل ذلك المحلي على الإقدام لتدوير رأس المال وهو يشعر بالأمن والاستقرار المرحلي والمستقبلي الممتد بعون الله -جل وعلا-. كما أن الأمير مقرن يعد أصغر أبناء الملك عبدالعزيز وهو في مرحلة عمرية تتقارب مع أعمار بعض أحفاد المؤسس من أصحاب السمو الأمراء أو من يمكن أن نسميهم بالجيل الثاني، ولهذا فإن اختياره يعد تهيئة وتدشينا للمرحلة التالية والمستقبلية التي سيكون هو بعون الله رائدها وعرّابها، وخاصة أن عمر سموه يعد صغيراً ومتقارباً مع عديد من أمراء الجيل الثاني، ومن هنا فهو أمامه مزيد من الوقت مستقبلا ليكون عراب عديد من آليات التغيير والتطوير في وطننا الحبيب. وهناك أمر آخر يتعلق بسموه؛ فالرجل يتميز بتأهيله الأكاديمي العالي وباهتماماته العديدة والملحوظة، وخاصة فيما يتعلق بمجال البيئة وكذلك مجال علوم الفلك والفضاء، تجعل من اختيار سموه مكسباً للداخل السعودي؛ فالرجل ستكون له -إن شاء الله- مستقبلا بصمة في عملية التحديث، وكذلك في إحداث سلسلة من النقلات الحضارية لوطننا في عديد من العلوم والمعارف؛ كي ننافس مستقبلا عديداً من بلدان العالم في مجال العلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى العلوم والمعارف الأخرى. ومن هنا فإن اختيار سموه قد كان اختياراً صائباً وفي محله ولصالح الوطن ونمائه واستقراره؛ فهو بما عرف عنه من نبل وشجاعة وحسن خلق ودين يعد اختيار المرحلة. كما أن وجوده في منصبه الحالي تفرضه ضرورية المرحلة. ومن هنا فنحن نرفع أيدينا مبايعين ومهنئين لسموه، وداعين الله لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أن يمن الله عليهم بالصحة والعافية، وأن يحفظ الله وطننا من كل شر ومكروه.