اختتمت المدينةالمنورة عامها عاصمة للثقافة الإسلامية، باختتام أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة، أمس، الذي انعقد في جامعة طيبة يومي 21 و22 من شهر يناير الجاري، ورأسه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة. وكان اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية من منظمة التعاون الإسلامي في شهر أكتوبر من عام 2009م في باكو عاصمة أذربيجان، وكان الهدف هو إبراز مساهمتها في إثراء الثقافة والحضارة الإسلامية والتعريف بها وبتاريخها الثقافي بداية من البعثة النبوية، وقد تم خلال عام كامل تنفيذ عديد من البرامج والأنشطة والفعاليات المحلية والعربية والإسلامية. وأجمع الوزراء في ختام جلسات المؤتمر أمس، بالموافقة على الطلب الذي تقدمت به دولة سلطنة عمان عام 2009، لاستضافة أعمال المؤتمر التاسع، حيث تقدمت بترشيح مدينة نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2015، إذ تعد نزوى من المدن التاريخية، وتقع في محافظة الداخلية في سلطنة عمان، وتعتبر المركز الإقليمي للمنطقة، وتبعد عن العاصمة مسقط نحو 160 كيلومترا، وقد كانت في عصور الإسلام الأولى عاصمة لعمان، وعرفت بنشاطها الفكري والثقافي، وتعاقب عليها عديد من المفكرين والمؤرخين والفقهاء، وقد أطلق عليها لقب «بيضة الإسلام» وتنتشر فيها مجموعة من القلاع والحصون والمساجد الأثرية. وكان وزراء الثقافة المشاركون في المؤتمر قد ناقشوا خلال جلسة العمل الثالثة أمس، انتخاب أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي، وقد تم إنشاء هذه اللجنة وفقا لقرار المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء الثقافة الإسلامية الذي عقد في العاصمة الليبية طرابلس في شهر نوفمبر من عام 2007م، بعد التكامل والفعالية في عمل المنظمة في مختلف المجالات ذات الصلة بالتراث الإسلامي. وانطلاقا من توجهات الخطة متوسطة المدى 2010 -2018 واستنادا لخطة العمل الثلاثية 2013-2015، أكدت ضرورة تخصيص حيز من برامج الإيسيسكو وأنشطتها لدعم قضايا حماية التراث الحضاري الإسلامي، ومن ضمن الأنشطة التي نفذتها الإيسيسكو مابين الدورتين السابعة والثامنة : تسجيل المواقع الإسلامية التراثية والطبيعية في العالم الإسلامي في قائمة التراث الإسلامي، إضافة إلى العمل على توفير التكوين المستمر للإطار البشري العامل في المجالات المعمارية والمتحفية، ومواصلة إصدار الدراسات العلمية والوثائقية من المآثر الحضارية الإسلامية بالدول الإعضاء، كما قامت الإيسيسكو بتنفيذ عديد من الأنشطة، ومنها حماية التراث الثقافي المعرض للأخطار من الكوارث الطبيعية أو الاستيلاء عليها في أوقات الأزمات والحروب كما حصل في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال ومالي وأفغانستان، كما ركزت الإيسيسكو جهودها نحو المحافظة على المعالم الحضارية والمعرضة للخطر في فلسطين وسوريا ومالي وأفغانستان، وقد أقامت الإيسيسكو برامج تطوير عمل المتاحف ومراكز حفظ المخطوطات وحماية المعارف التقليدية في الدول الأعضاء، واهتمت بجانب توثيق التراث الحضاري وإنشاء هذا المشروع لدول الأعضاء على شبكة الإنترنت، وتقوم لجنة التراث في العالم الإسلامي بتقديم الدعم المادي والتقني لحماية التراث الحضاري والإنساني في الدول الأعضاء والتصدي لمحاولة اسرائيل تهويد المواقع الأثرية الفلسطينية.