استقبلت مراكز الاختبارات في محافظة حفر الباطن أكثر من (4000) طالب وطالبة من طلبة الانتساب المطور خلال الأيام الماضية، حيث يُقسَّم الطلاب والطالبات على جامعتين فقط هما «جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك فيصل» اللتان تتيحان لهم التعلم عن بعد، إضافة إلى عدد كبير من طلاب الدبلومات في التربية والتوجيه والإرشاد الطلابي، ودبلوم مراكز مصادر التعلم، والتربية الخاصة – مسار صعوبات التعلم، ودبلوم القياس والتقويم والمحاماة، ودبلوم تقنية الشبكات، التي تقيمها جامعة المجمعة في حفر الباطن. وقال مدير المعهد العلمي في حفر الباطن المشرف على اختبارات جامعة الإمام، سبتي العنزي «انطلقت الاختبارات بكل يسر وسلالة في المعهد العلمي التابع لجامعة الإمام محمد ُبن سعود الإسلامية، حيث تم تشكيل لجان يشرف عليها تربويون منتدبون من إدارة التربية والتعليم، وتم تهيئة الصالات المخصصة لاستقبال الطلاب، كما تم تجهيز عديد من الفصول الدراسية في المعهد العلمي لتوفير أقصى درجات الهدوء والراحة لينعم الطلاب بالأجواء الهادئة وقت أدائهم الاختبارات. الجدير بالذكر أن محافظة حفر الباطن تفتقر إلى جامعة، علماً بأن الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى أن عدد سكان حفر الباطن تجاوز 700 ألف. وجدد الأهالي مطالبتهم بافتتاح جامعة في حفر الباطن. وفي هذا السياق، قال سلطان هايف الحربي «الحديث عن جامعة حفر الباطن ذو شجون»، وقال: «نناشد المسؤولين بلَمِّ شتات أبنائنا، ونؤكد حاجتنا الماسة لإنشاء جامعة تضم آلاف الطلاب من الخريجين سنوياً»، موضحاً أن عدد طلاب حفر الباطن يبلغ نحو 100.416 طالباً وطالبة. وأضاف: «استبشرنا خيراً بزيارة نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف إلى المحافظة قبل عام، إلا أن (حلم الجامعة) لا يزال بعيد المنال». وقال المدرب الدولي المعتمد يوسف الدهمشي «نحتاج جامعة في حفر الباطن، فدورها لا يقتصر على منح الشهادات فقط، وقد يظن البعض أن الهدف والفائدة ستعود على الطلاب والطالبات فقط، والحقيقة أن المسألة تتعلق بالحراك التنموي». وأضاف: «نحن كغيرنا من المناطق والمحافظات نحتاج للدبلومات التربوية والأسرية ونحتاج للبرامج التدريبية وورش العمل في مجال تطوير الذات والتنمية البشرية». وأضاف: للجامعة دور في تقوية العلاقة بالمجتمع والنهوض به من سائر نواحيه لمواجهة مختلف حاجاته ومتطلباته وتحدياته التي يواجهها، وذلك بوضع سياسة علمية تلبي احتياجات تطوير المجتمع والنهوض به حتى يلحق بركب التطور، ويلبِّي حاجة سوق العمل». وقالت منيرة الشمري «معلمة»: «نحن خريجات معاهد المعلمات محرومات من استكمال دراستنا الجامعية ورفع كفاءاتنا والحصول على الدرجات الوظيفية التي تعدِّل لنا استحقاقاتنا المالية، وترفع لنا دخلنا إضافة إلى رفع تحصيلنا العلمي وإكمال الدراسات العليا في ظل غياب الجامعة، خاصة أننا مرتبطات بعائلات وأطفال لابد من وجودنا بينهم، ولا نستطيع السفر والسكن بعيداً عن ذوينا في المدن التي فيها جامعات وتقبل انتظامنا فيها». وقال المعلم مغامس مقبل الشمري «عندما تعود بي الذاكرة إلى عام 1416ه فإنني أتذكر جيداً العدد الضخم من أبناء حفر الباطن الذين كانوا يدرسون في جامعة الملك سعود، ونسمع عن نفس العدد أو قريب منه في جامعة الإمام، واليوم وبعد مرور ما يقارب الثمانية عشر عاماً لا يزال المشهد المؤلم يتكرر مع طلابي الذين يتخرجون في المرحلة الثانوية». وأضاف: إننا نثق تماماً في قيادتنا وحكومتنا الرشيدة في تلمس حاجات المواطنين. وناشد الجهات المسؤولة إنهاء معاناة أبناء المحافظة من طلاب وطالبات بافتتاح جامعة لهم. وطالب عادل بن رحيل «موظف وطالب انتساب مطور تعلُّم عن بعد» التعليم العالي، بإنهاء هذه المعاناة التي طالت ونالت من أهالي حفر الباطن وقال: «مع كل عام دراسي جديد يحرم عديد من أبناء وبنات حفر الباطن من مواصلة حلمهم بإكمال الدراسة الجامعية لعدة أسباب جُلُّها تتلخص في عدم وجود جامعة في حفر الباطن، وأضاف: هذا يحرم الوطن من كفاءات ومواهب يتم وأدها في مهدها، خاصة أن أقرب جامعة لمحافظة حفر الباطن تبعد أكثر من 400 كلم.