تعاظمت في الآونة الأخيرة المطالبات من كثيرين في محافظة الأحساء بوقف التعدي على البيئة. وناشد الأهالي أمانة الأحساء لوضع حد لمن يشوه بيئة المحافظة من خلال رمي المخلفات في أماكن غير مناسبة، ما يؤدي إلى تشويه منظر الأحياء والتأثير على البيئة. واصفين تلك الممارسات بالجريمة بحق محافظة الأحساء التي قالوا إنهم يتمنون أن تبقى الأجمل على مستوى المملكة، وهي تتأهب لتكون مزاراً سياحياً بامتلاكها مؤهلات كثيرة على المستوى الزراعي والسياحي. مطالبين بتطبيق العقوبات المناسبة لمن يقوم بهذه الممارسات. وذكر محمد العبدالله أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها أمانة الأحساء لإعادة بناء المحافظة من جديد، إلا أن تلك الجهود مهددة من قبل بعض المواطنين ممن ينقصهم الوعي وثقافة البيئة. وقال العبدالله: لا يقتصر الأمر على القرى بل إن كثيراً من أحياء مدن الأحساء الحيوية تعاني من تشويه البيئة وتلوثها جراء مخلفات الترميم والمباني، بالإضافة إلى تجميع نفايات ومخلفات المنازل والأوساخ بالطريق، وبالأراضي البيضاء التي لا تخلو منها الأحياء وتجاور المنازل. وأضاف: يأتي على رأس هذه الأحياء حي الراشدية في المبرز، مناشداً أمانة الأحساء بمتابعة الأحياء ومعاقبة من يسيء للبيئة. وطالب خالد الحمد بتطبيق الغرامة المالية على من يلوث بيئة الأحياء، وذلك لكثرة المشاهد المقززة التي تؤكد انعدام ثقافة البيئة فيها، وانعدام التقدير لوضع الأحساء ومكانتها، وما ينتظرها من مستقبل باهر. وقال: أصبحت مشاهد مخلفات الترميم والبناء ونفايات المنازل والأوساخ في الطريق وفي الأراضي الخالية بالأحياء، مناظر مألوفة في الأحساء. وأشار عبداللطيف أحمد إلى أن الأمانة عمدت قبل قرابة الشهر بحملة لتنظيف كافة الأحياء من القمامة والمخلفات وكنسها، ما زاد الأحساء بهاءً، ولكن لم يمض أسبوع واحد حتى عاد كل شيء كما كان، مبيناً أن السبب في ذلك هو أن أغلب المواطنين الذين يقومون بأعمال ترميم بسيطة في منازلهم لا يحصلون على تصريح ولا يلتزمون بقوانين الترميم، التي من أهمها جلب حاويات خاصة لجمع النفايات وعدم الاعتداء على حقوق الجيران والبيئة. من جهته أوضح الناطق الإعلامي في أمانة الأحساء بدر الشهاب أن الأمانة سعت لأن تكون النظافة العامة في الأحياء والبلدات ضمن أولويات خططها التنفيذية التي يتم العمل على برمجتها بصفة مستمرة خدمةً للمواطنين بصورة مثلى، وتقوم الأمانة وبصفة مستمرة بضبط حالات التصرفات الفردية اللامسؤولة من قبل البعض برمي مخلفات وأنقاض البناء ونحوه في المواقع الفضاء بالأحياء والبلدات. وقال: يتم ذلك وفق برامج رقابة دورية لتطبيق الإجراءات النظامية والجزائية بحقهم للحد من هذه الظاهرة السلبية. وبين الشهاب أن أمانة الأحساء أطلقت خلال الفترة القليلة الماضية بالشراكة مع «أرامكو السعودية» حملة توعوية بعنوان (طرقاتنا بلا مخلفات) التي تهدف إلى تعزيز دور الترشيد في التخلص من مخلفات وأنقاض المباني حفاظاً على البيئة وإبعاداً للتشوه البصري من حولنا، وقال: يأتي ذلك تمشياً مع ما تشهده الأحساء من تطور ونمو عمراني ملحوظ أدى بدوره إلى ارتفاع معدلات مخرجات (أنقاض ومخلفات البناء)، بحيث تستهدف هذه الحملة مقاولي المشاريع، وخصوصاً قائدي المركبات، وتوعيتهم والارتقاء بمستوى الوعي البيئي لديهم في رمي المخلفات في مواقعها المخصصة لذلك. وأكد الشهاب أن الحملة شملت مواقع عدة في أرجاء الأحساء والمنطقة الجنوبية لأعمال شركة أرامكو السعودية.