الفكر الإنساني كطائر حر يحلق بعيداً في فضاء لا حدود له أو هكذا يفترض. الفكر أيضا هو في النهاية جهد بشري أنتجته جمجمة بشرية. فلا قداسة له وقابل للمراجعة والتغيير. وحين نقترب من بعضنا تسقط الأقنعة وتبدو الأمور أكثر وضوحا وشفافية. الاقتراب أحيانا بمعنى المتابعة والتحليل والرصد ودراسة المنهج وأحيانا من خلال المخالطة والمعايشة المباشرة وتفاصيل الحياة اليومية. في بلادي قوى مجتمعية مؤثرة ومتجذرة ومن الفاعلين هناك خياران، متطرفون إسلاميون ومتطرفون تغريبيون معولمون، هم من ترتفع أصواتهم. سئمنا الخيارين. حتى برز الخيار الثالث من خلال أغلبية صامتة وهم الوسطيون، نطلق عليهم مستنيرين سعوديين، وطنيين دون أحقاد ومناطقية ومظلومية كاذبة. لا يؤمنون بقبلية التفكير ولا قبلية التدبير رغم صمتهم الطويل. الخيار الثالث هو طريقي، تسألني يا صديقي ما هو خياري في الأربعين لأقول لك لست معك ولا معهم لي طريق ثالث وخيار ثالث لا تطرف وتكفير ولا عولمة وتغريب فتعال معي للخيار الثالث، وسطيون سعوديون مستنيرون أحبة نمضي بشجاعة نحو غد أفضل. تعال لنبث الروح في الوسطية والاعتدال لنشترك بصنع رأي في مقال. الخيار التكفيري التفجيري الذي يقصي الآخر ترفضه النفوس السوية ولا يستسيغه المتدين النقي ويناقض هدف النواميس الإلهية وكفر بالوطن وصنمية تحيله إلى وثن وبالمقابل العولمة عقوق للوطن وانسلاخ من منظومة القيم المجتمعية لصالح لوثة التحلل الغربي يلفظها المجتمع كما نرى. الخيار الثالث مسؤلية قوى التنوير والمؤمنين بالتطوير وبناء الوطن. لنستعيد شبابنا من مخيمات الزيف والدجل ونشركهم في الخيار الثالث ولنستعيد المأزومين ومن تأثروا بانفصام ثقافي وحضاري وغرتهم قشور الأفكار البوهيمية الغربية المغلفة بوهم التحرر من قيم الشرق الأصيلة. طريق الخيار الثالث يحتاج كي ينجح تكاتف الوسطيين التنويريين والإيمان بالفعل التطوعي الجمعي، يحتاج لإيمان الإعلامي الوطني بدوره المهم والفاعل دون شللية ودعم الأثرياء المستنيرين الوحدويين، الخيار الثالث يحتاج لمؤازرة المؤمنين بالمسيرة العبدلية من الفاعلين في صناعة القرار، يحتاج أن تتبناه العقول المؤثرة غير المؤدجلة التي ما زالت تحمل نقاء المعرفة وتؤمن بالاستفادة من التقدم التكنولوجي لمنظومة الغرب دون الانصهار ودون التقليد الأعمى. لا نحتاج لمسميات كاذبة وتصنيفات سلبية وقنوات طائفية وتليفزيون لكل قبيلة، الوطن برأيي يحتاج لطريق الخيار الثالث وهو ضرورة وليس ترفاً فكرياً. الوطن دوحة غناء يستظل بظله الأمن المجتمعي وتهدد وحدته تلك الطرق التي لا تؤمن به كملاذ من الأممين والتغريبيين. الحديث هنا موجه للفاعلين من الجنسين ورأي شخصي لا يمثل سوى المؤمنين بطريق الخيار الثالث الذين يعتقدون أنه صمام الأمان في خضم الأحداث في زمن الفتن هذا وزمن أصبح الوطن فيه آخر اهتمامات المتطرفين من الجهتين وخارج حساباتهم. لك الله يا وطني وعقول أبنائك المؤمنين بالوسطية قناعة وليس شعارات والمعتزين بثقافتك وتاريخك وحضارتك ممارسة ويحسنون ترجمة شرقيتك.