شنَّ رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور هجوماً لاذعاً على جميع مؤسسات الدولة باستثناء حكومته التي تراجعت شعبيتها، بخصوص النزاهة والفساد. تلميحات رئيس الوزراء أدّت بصحافيين لمقاطعة مؤتمره الصحفي والانسحاب منه، حيث وصف الإعلام الأردني بأنه إعلام أسود في بعض الجوانب، واتهم الأحزاب بعدم النزاهة في إشارة إلى فسادها، كما طالب القضاء بممارسة النقد الذاتي. حكومة النسور تعاني من زيادة مذكرات حجب الثقة عنها في مجلس النواب كما أنها تعتبر الأكثر بين الحكومات التي أشغلت مرتادي الفيسبوك وتويتر، فكان محل نقد شبه يومي بسبب قراراتها التي يعتريها كثير من علامات الاستفهام. ولم يترك النواب من سهام نقده حيث قال إنه على النواب جهد كبير في موضوع النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد وعدم استخدام منصبهم للنفوذ. جاء ذلك عقب تسلم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لميثاق تعزيز النزاهة والشفافية. وتطرق النسور إلى الإعلام الأردني، قائلاً: أكثر ضرر يلحق بقطاع الإعلام هم بعض من تسرّب إلى صفوف الصحافيين، فنحن نريد إعلاماً ينظر بالمرآة لنفسه قبل أن ينظر للآخرين وينتقدهم. وقال إن هناك إعلاماً أردنياً أسودَ، يمارس الابتزاز والفساد، ولا بد من أن يعدل نفسه دون اللجوء إلى دائرة المطبوعات والنشر لتصويبه. وأشار كذلك إلى السلطة القضائية التي قال إنه يحترمها ويجلها واصفاً إياها بخادم الشعب والأولى بالنزاهة، وأن عليها أن تعكف على مراجعة ذاتها لتتأكد من أن النزاهة موجودة حتى في بيتها وباقي المجتمع. وأضاف أن على الأحزاب أن تقيّم نفسها أولاً، لأنه ثمة أحزاب غير نزيهة وهذا أمر بديهي في كل الدنيا. عضو اللجنة الملكية لتعزيز النزاهة الوزير الأسبق والقانوني محمد الحموري قال ل «الشرق» إن أي مواثيق تعد حبراً على ورق إذا لم تنفذ.