أخذت «أوراق التوت» التي استند إليها رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق الدابّي تتساقط، ما يُنبئ بتحوّلٍ على الملف السوري وبعثة المراقبين العرب، التي انحرفت عن مسارها. ويأتي هذا التحوّل، في أعقاب أنباء عن مُغالطاتٍ وتجاوزاتٍ يُمارسها نظام الأسد بحق الشعب السوري، التي حاول الدابّي تمريرها وإخفاءها عن اللجنة الوزارية العربية، ويعد هذا تضليلاً للرأي العام العربي والدولي. وطبقاً لمعلومات حصلت عليها «الشرق» من مصادرها الخاصة، فإن تحرُكاً رسمياً، سيقوم به الحقوقي السعودي الدكتور هادي اليامي نائب رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية، ورئيس لجنة المعتقلين في البعثة العربية إلى سوريا خلال 48 ساعةً المقبلة، سيقدم تقارير أعدتها اللجنة عن حقيقة ما يجري على الأرض في سوريا، التي تؤكد تجاوز النظام لمواثيق حقوق الإنسان الدولية، التي خلا منها التقرير الذي وضعه الدابّي أمام الجامعة العربية. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق» وتنشر تفاصيلها لليوم الثاني على التوالي، يتأكد مُمارسة الفريق الدابّي رئيس البعثة العربية، وانتهاجه التضليل عن جرائم وانتهاكات النظام السوري، التي تؤكدها التقارير التي قيدتها اللجنة الحقوقية التابعة للجامعة العربية، واستقتها من الواقع الذي يعيشه الشعب السوري كما هي دون تحريفٍ، وأبرزت ما يُعانيه الشعب السوري من بطشٍ وظُلمٍ على يد مؤسسات قيادة بلاده العسكرية.وتقف التقارير التي يحتفظ بها أعضاء اللجنة الحقوقية، في وجه تقارير الفريق أول الدابّي، مُفندةً جميع ما جاء من معلوماتٍ أوردها. من جهة أخرى، صرح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أمس أنه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم غداً إلى نيويورك لعقد اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن وطلب مصادقته على المبادرة العربية الجديدة لإنهاء الأزمة السورية.وقال العربي للصحفيين إنه سيتوجه «إلى نيويورك مع رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم للاجتماع مع مجلس الأمن الدولي الإثنين وإبلاغه بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا وطلب مصادقته عليه». وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الأحد الحكومة السورية وأطياف المعارضة كافة إلى «بدء حوار سياسي جاد في ألا يتجاوز أسبوعين» من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، وطالبت الرئيس السوري بشار الأسد بتفويض صلاحيات كاملة إلى نائبه الأول للتعاون مع هذه الحكومة.وقرر الوزراء إبلاغ مجلس الأمن الدولي بمبادرتهم الجديدة ومطالبته ب «دعمها». وقال إن «المبادرة العربية تتحدث عن ذهاب النظام السوري سلمياً».