قال دبلوماسيون في قمة عقدت بتورونتو اليوم الأحد إن مجموعة العشرين الاقتصادية وافقت على السماح لأعضائها بفرض ضرائب على بنوكها ، لكنها رفضت دعوات لفرض ضريبة دولية على المعاملات المالية. وترغب الدول الأوروبية والولايات المتحدة في أن تدفع مصارفها حزم الإنقاذ الحكومية الضخمة التي حصل عليها القطاع المصرفي على مدار العام والنصف الماضيين. لكن كندا والدول النامية ، والتي تضررت مصارفها بصورة أقل جراء الأزمة المالية ، تعارض دعوات لفرض ضريبة في كافة دول مجموعة العشرين ، خشية من أن تؤدي إلى الإضرار بصناعاتها المالية. وتوصل قادة في عشاء أمس السبت إلى تسوية من خلال الموافقة على أن الدول التي ترغب في فرض ضريبة المصارف يمكنها المضي قدما في خططها ، لكن الدول التي ترفضها ليست ملزمة بتطبيقها. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن هذا الحل الوسط هو " أكثر التسويات التي يمكن تحقيقها هنا" . وقال دبلوماسيون إن القادة وافقوا على بيان ينص على أن " القطاع المالي يتعين عليه أن يسهم إسهاما عادلا وملموسا تجاه تعويض أي أعباء مرتبطة بالتدخلات الحكومية... ويدرك أن هناك مجموعة من الطرق السياسية لتحقيق هذه الغاية" . وأشارت التسوية التي توصل لها القادة إلي أن " بعض الدول تسعى لفرض ضريبة مالية. ودول أخرى ستعمل على اتباع طرق مختلفة" . وأكد ميركل أن الاتفاق يعني أن " دافعي الضرائب سيتحللون من عبء " الدفع لإنقاذ المصارف. ويتوقع ان تقدم ألمانيا ضريبة المصارف الخاصة بها في وقت لاحق هذا العام ، بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا. وقالت إن الدول النامية رفضت النظر في تطبيق ضريبة مماثلة في بلادها لأنها " يستقر في وجدانها أنها لم تخلق هذه الأزمة" . ومع هذا ، قال دبلوماسيون إن قادة رفضوا "بأغلبية ساحقة" دعوات أوروبية لفرض ضريبة عالمية على المعاملات المالية. ولم تذكر ميركل القضية ، مع أنها تترأس قمة مجموعة العشرين وأحد المدافعين البارزين على هذه الضريبة. وتختتم مجموعة الدول الغنية والناشئة العشرين اليوم في تورونتو قمة تهدف الى ايجاد تسوية حول عدد من المواضيع الخلافية من اجل معالجة نقاط الضعف في انتعاش الاقتصاد العالمي. وان كان رؤساء الدول والحكومات العشرون موحدين حول ضرورة دعم النمو، الا انهم ينقسمون حول السبل الفضلى لتعزيزه وترسيخه، في وقت يترتب عليهم الاتفاق على نص ختامي يرسم ملامح توافق يصعب التوصل اليه بينهم. وقال المتحدث باسم الوفد الياباني كازوو كوداما "اننا نواجه ضرورة التقريب بين وجهات النظر المختلفة داخل مجموعة العشرين". ويدور الخلاف الرئيسي حول العجز في الميزانيات العامة. وتدعو كندا التي تستضيف القمة الى اعتماد تعهد مرفق بارقام يقضي بخفض العجز في الماليات العامة الى النصف بحلول 2013 وخفض نسبة الدين العام من اجمالي الناتج الداخلي قبل العام 2016، وهو اقتراح يصلح بنظر الاوروبيين قاعدة للتوصل الى تسوية. وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "من المشجع ان تكون مجموعة العشرين مستعدة للموافقة على تحديد اهداف"، مضيفا "انه دليل حسن نية في تنسيق السياسات". من جانبه، نوه الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف وزير المالية بما تحظى به المملكة العربية السعودية من مكانة قيادية في العالمين العربي والإسلامي، حيث أقرت سياسة اقتصادية حكيمة سمحت لها بالتعامل مع الآخرين مع الحرص على إبقاء الأداء الثابت لأصولها المالية في الخارج. وأبرز خلال اللقاء الصحفي الذي عقده مع الدكتور محمد بن سليمان الجاسرمحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أمس في مدينة تورنتو الكندية على هامش مشاركة المملكة في قمة العشرين أن وجود المملكة في قمة العشرين هو حماية لمصالحها و التأثير في القرارات الدولية. مبرزا أهمية ما قدمته و تقدمه المملكة من مساعدات وقروض خارجية. من جانبه أوضح الدكتور محمد بن سليمان الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أهمية مشاركة المملكة في قمة تورنتو مشيرا إلى السياسات الحكيمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود قبل وبعد الأزمة العالمية مذكراً بأن المملكة حافظت على استقرار وتطمين الدول الكبرى بحكم مكانتها الاقتصادية على المستوى العالمي . و أكد الجاسر أن مشاركة المملكة في هذه القمة تكتسب أهمية خاصة لمكانتها وللدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين في إقرار سياسات اقتصادية حكيمة خلال الأزمة الاقتصادية وبعدها مفيدا أن قمة العشرين أنجزت أعمالا مهمة وتنتظرها أعمال مهمة أيضا. وأشار إلى أن المملكة بادرت قبل الأزمة المالية بسداد الكثير من الديون إضافة إلى حرصها على استقرار أسعار البترول العالمية وتطمين المستهلكين باستمرار الاستقرار في الأسعار. حضر اللقاء الصحفي معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة و رؤساء تحرير الصحف والمجلات السعودية و مندوبو المحطات الفضائية المشاركة في تغطية فعاليات قمة العشرين بكندا . ومن جهة أخرى استقبل رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر مساء أمس في فندق رويال يورك في مدينة تورنتو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأصحاب الفخامة والدولة قادة دول مجموعة العشرين الاقتصادية. بعد ذلك حضر خادم الحرمين الشريفين وأصحاب الفخامة والدولة قادة مجموعة العشرين عشاء العمل الذي أقامه دولة رئيس وزراء كندا بهذه المناسبة. وقد التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود خلال عشاء العمل بأصحاب الفخامة والدولة قادة دول مجوعة العشرين الاقتصادية ومعالي أمين عام الأممالمتحدة وجرى خلال اللقاءات مناقشة الموضوعات الاقتصادية المدرجة على جدول أعمال القمة . حضر عشاء العمل واللقاءات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد بن سليمان الجاسر