بدأ قادة مجموعة العشرين الاقتصادية البارحة الأولى قمتهم في مدينة تورونتو الكندية بعشاء عمل في فندق رويال يورك في المدينة، أقامه رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقادة دول المجموعة. وكان عشاء العمل هذا مناسبة لكي يلتقي خادم الحرمين الشريفين رؤساء حكومات الدول العشرين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ويناقش معهم الموضوعات الاقتصادية المدرجة على جدول أعمال القمة. وحضر عشاء العمل واللقاءات صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزير المالية الدكتور إبراهيم العساف ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد بن سليمان الجاسر. كما أقام دولة رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر أمس في تورنتو غداء عمل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وأصحاب الفخامة والدولة قادة دول مجموعة العشرين الاقتصادية. وخلال غداء العمل تبادل خادم الحرمين الشريفين وقادة دول مجموعة العشرين الاقتصادية الأحاديث حول الموضوعات الاقتصادية المدرجة على جدول أعمال القمة، إضافة إلى علاقات المملكة العربية السعودية مع بلدانهم. ويطغى على جدول أعمال القمة موضوعان شائكان هما ضبط قطاع المال وفرض رسوم عليه، في ظل عدم وجود اتفاق بشأن استحداث رسم على المصارف. ويسعى القادة خلال قمتهم إلى إظهار قدرتهم على تعزيز انتعاش اقتصادي هش وفي نفس الوقت خفض مستويات الدين الحكومي. وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما إثر لقائه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قبل عشاء العمل أن للولايات المتحدة وبريطانيا هدفا واحدا يتمثل في تحقيق «نمو دائم على المدى البعيد» رغم «اختلاف مقاربة» كل منهما. وقال أوباما: «صدرت ردود متباينة بين بلدينا لأن وضعينا مختلفان، لكننا نسلك الاتجاه نفسه المتصل بتحقيق نمو دائم على المدى البعيد». وعلق كاميرون بدوره: «نسلك الطريق نفسه، وهو طريق النمو العالمي والاستقرار». وعقد الرجلان خلوة هي الأولى بينهما قبل ساعات من افتتاح القمة. وفي ظل نمو بطيء في عدد من الاقتصادات المتقدمة في الوقت الحالي، تخشى واشنطن أن تؤدي مساعي أوروبا إلى خفض ديون ما بعد الكساد؛ لعرقلة النمو، ما يثير قلق قادة آخرين في مجموعة العشرين وهو ما أعرب عنه رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج. ولكن أوباما مثل كثير من نظرائه حريص على الحفاظ على وحدة مجموعة العشرين. وقال: «نحن نسعى لنفس الاتجاه وهو تحقيق نمو مستدام على المدى الطويل يسمح للناس بالعمل». وتعهد قادة مجموعة العشرين أمس، خفض العجز في ميزانياتهم لكن كلا بحسب أساليبه لكي لا يؤثر ذلك على النهوض الاقتصادي الخجول. وتوصل رؤساء الدول والحكومات - الذين شكلوا جبهة واحدة لدعم النمو لكنهم كانوا منقسمين حول أفضل سبيل لترسيخه إلى توافق حول هذا الملف الذي يشكل حجر العثرة الرئيسي بين الأوروبيين الحريصين على خفض ديونهم الكبيرة، والولاياتالمتحدة الراغبة في دعم الاستهلاك لاعطاء دفع للنمو الاقتصادي. وأضاف البيان أن خطط خفض العجز يجب أن تتماشى مع أوضاع كل دولة معنية لكي لا ينعكس ذلك سلبا على النهوض الاقتصادي. وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل للصحافيين «ما حصل يفوق توقعاتي.. انه نجاح». وأضافت «لدينا أيضا خطة لخفض العجز لاعطاء دفع للنمو»، مشيرة إلى أن ذلك ثمرة مباحثات مع الولاياتالمتحدة القلقة من أن تشددا مفرطا في أوروبا قد يضر بالنمو. وتخلت مجموعة العشرين عن فكرة فرض ضريبة محددة على القطاع المصرفي على قول جهات أوروبية روجت لها وتعتزم المضي قدما في هذا الصدد. وعلى هامش القمة عقد وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد بن سليمان الجاسر لقاء صحافيا أكد فيه أن المملكة التي تحظى بمكانة قيادية في العالمين العربي والإسلامي، أقرت سياسة اقتصادية حكيمة سمحت لها بالتعامل مع الآخرين مع الحرص على إبقاء الأداء الثابت لأصولها المالية في الخارج. وقال العساف: إن وجود المملكة في قمة العشرين، هو حماية لمصالحها والتأثير في القرارات الدولية، مشددا على أهمية ما قدمته وتقدمه المملكة من مساعدات وقروض خارجية. من جانبه أكد الدكتور الجاسر على أهمية مشاركة المملكة في قمة تورنتو، مشيرا إلى السياسات الحكيمة لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قبل وبعد الأزمة العالمية، مذكرا بأن المملكة حافظت على استقرار وتطمين الدول الكبرى بحكم مكانتها الاقتصادية على المستوى العالمي. وأشار إلى أن المملكة بادرت قبل الأزمة المالية إلى سداد الكثير من الديون إضافة إلى حرصها على استقرار أسعار البترول العالمية وتطمين المستهلكين باستمرار الاستقرار في الأسعار.