حال المسلم يسير في حياته.. يقلب البصر بين صفحات كتاب الله.. ليزداد إيمانًا ونورًا وهدى في القلب، وضياءً سرمديًا لا تطفئه ملمات الحياة وأرزاؤها.. وقفت مع آية في كتاب الله عز وجل استوقفتني طويلاً، وأخذت بمجامع لبي، فيها الكثير من البشارة والكثير من التحذير، وأكاد أجزم أنه من الخير أن تتدبرها قلوبنا، قبل الأسماع؛ لعلها توقظنا من هذا الرقاد، ولعلها أن تنبهنا من غفلتنا قال الله عز وجل في كتابه: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) الأنعام: 82. هذه الآية التي وقفت أمام عظمة معانيها وقفةً تلمست فيها كرمًا عظيمًا من المولى وبشارة..! ووقفت فيها على كثير من التحذير والنذارة! فقال جل وعلا فاصلا بين الفريقين (الذين آمنوا ولم يلبسوا) أي: يخلطوا (إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) وعدهم الله بالأمن من المخاوف والعذاب والشقاء، والهداية إلى الصراط المستقيم، فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا، لا بشرك، ولا بمعاص حصل لهم الأمن التام، والهداية التامة. وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، وقد اقترفوا من السيئات، حصل لهم أصل الهداية، وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها. ومفهوم الآية الكريمة: أن الذين لم يحصل لهم الأمران، لم يحصل لهم هداية، ولا أمن، بل حظهم الضلال والشقاء. فهل نقينا إيماننا هذا من شوائب الظلم أم تمازج الإيمان بالله عز وجل مع الظلم في حياتنا وسلوكنا وشؤوننا؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله! أم عاش الإيمان في قلوبنا تامًا بالأمن عامرًا بنور الله على بصيرة وهدىً من الله؟ هم والله درجات عند الله؛ نسألك اللهم من فضلك! فهلا قمنا بتنقيه أعمالنا ومراجعه ماسبق من أيامنا مع بداية هذا العام الهجري.. وبدأنا أعمالاً جديدة خالصة لوجه الله عز وجل لا يشوبها الظلم للنفس أو للغير بعيدة عن الغيبة والنميمة وسائر المحرمات حتى نسعد بها قلوبنا ونتقرب الى ربنا في أيام مضيئة وحياة سعيدة آمل ذلك.. مع الدعاء بصلاح قلوبنا وسيرها على منهج ربنا..