قرار الإقلاع عن التدخين هل يمكنني اتخاذه؟، سؤال يراود الكثير من المدخنين، ولكنه وحسب الدراسات قرار يؤجله المدخن بشكل مستمر، ومن خلال الدراسات فإن الغالبية العظمى من المدخنين لديهم قناعة تامة بأنهم سيقلعون عن التدخين في يوم من الأيام، ربما السبب هو زيادة الوعي والنشر المستمر ومجهودات النشطاء في نشر الوعي بأخطار التدخين فأصبح الكل يعرف أن التدخين يعرض الإنسان لخطر الإصابة بسرطان الرئة والأنواع الأخرى من السرطان، والإصابة بداء الشرايين الإكليلية والسكتة وداء الأوعية المحيطية، ويزيد من أعراض الأمراض التنفسية كالسعال والأزيز وقصر النفس، ويعرض الإنسان لاحتمالات الإصابة بداء انسدادي مزمن، ويعرض النساء لاحتمال الإصابة بالعقم في عمر الإنجاب، لذلك فإنه من البديهي إن أهم فوائد الإقلاع عن التدخين هي التخلص من الكثير من الأعراض السابقة وتقليل البعض الآخر، وهو أمر مشجع بل ينبغي أن يكون دافعاً مهماً للمدخن لاتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين. ويبقى السؤال هو كيف يمكن أن يقلع المدخن عن التدخين؟ لا يفكر أحد من المدخنين أن يقوم بتحديد تاريخ معين للإقلاع في حين أن الخبراء دائماً ما يؤكون على أهمية تحديد تاريخ معين للإقلاع عن التدخين، يقوم بتحديده المدخن نفسه، ثم تأتي النقطة الثانية وهي دورالعائلة والأصدقاء والمحيطين بالمدخن، فعليه أولا أن يخبرهم عن عزمه الإقلاع عن التدخين، وذلك لأهمية التشجيع والدعم النفسي والمعنوي من كل المحيطين به، مما يعطي دافعاً للاستمرار والثبات، والنقطة الثالثة وهي التي يرى الخبراء أنها تمثل العقبة الأولى التي تواجه المدخن فور إقلاعه عن التدخين هي الأوقات الصعبة التي سوف يواجهها خلال فترة توقفه عن التدخين، فعلى المدخن أن يتوقعها ويخطط لها قبل إقلاعه ليعرف كيف سيتعامل معها، ومن أهمها انسحاب النيكوتين ومعرفة أعراضه مثل: صعوبة النوم، وتعكر المزاج والقلق والتململ، والشعور بالغضب والإحباط، وعدم القدرة على التفكير بوضوح، إن معرفة المدخن بأن هذا ما سيتعرض له واستعداده النفسي لكل ذلك سيجعل الأمر سهلاً عليه وسيدفعه للتقدم والاستمرار، أما النقطة الرابعة التي يركز عليها الخبراء فهي أن يقوم المدخن فور إقلاعه بإزالة السجائر ومنتجات التبغ الأخرى من منزله وسيارته ومكان عمله، وأن يتجنب أماكن المدخنين، هذه النقاط الأهم ولكن هناك نقطة يعتبرها الخبراء مهمة جداً وإن اختلفوا في اعتبارها نقطة أولى أم خامسة ولكن أهميتها بالغة وهي أن يتحدث المدخن مع طبيبه عن حاجته للمساعدة على الإقلاع عن التدخين. وتختلف المساعدة أو الدعم والعلاج الذي يحتاجه المدخن للإقلاع عن التدخين، من تغيير في السلوك ونمط الحياة، ونصائح من ذوي الخبرة من مستشارين أو عاملين في القطاع الصحي، ولوازم المساعدة الذاتية، وخطة شخصية للإقلاع عن التدخين، ويتضمن أيضاً مكافأة المدخن لنفسه لتوقفه عن التدخين، ويعتبر الجمع بين الاستشارة والدواء أكثر فعالية من الاستعانة بأحدهما دون الآخر، وتتضمن الأدوية: * المنتجات البديلة للنيكوتين مثل اللصقات والأقراص والعلكة والبخاخ والرذاذ. * الأدوية الخالية من النيكوتين مثل بوبروبيون وفارينيكلين وتارتريت. ويلخص الخبراء الأمور التي ينصحون بها لتعزيز فرصة المدخن في الإقلاع عن التدخين من خلال ممارسة التمارين الرياضية، والابتعاد عن المدخنين والأماكن المرتبطة بالتدخين، وأن يجعل المدخن في متناول يده علكة أو حلوى صلبة، والنصيحة الأهم هي لا تستسلم حتى وإن عاودت التدخين مرة أخرى، وتذكر لن يكون من السهل الإقلاع عن التدخين بسرعة فالموضوع يتطلب قوة إرادة ورغبة حقيقية. قسم التثقيف الصحي