اعتمد تشخيص الأمراض في العصور القديمة على حذق ومهارة الطبيب المعالج، فهو يستوضح أعراض المريض، ويستقصي علاماته، لتشخيص مرضه، ثم يقوم بالإجراءات التشخيصية لتأكيد تشخيصه. وكانت هذه الاختبارات قديماً تعتمد على فحص مخلفات المريض، كالبراز والبول وغيرها. وربما كان لفحص البول الدور الأكبر في التشخيص وهو ما أوضحته كتابات علماء العرب السابقين امثال ابن سيناء والرازي. وقد كان هذا الفحص يتم بالملاحظة الدقيقة بالعين المجردة، وقد بلغ العرب في ذلك شأناً عظيماً، فقد استطاعوا بفحص البول بوسائلهم البسيطة التمييز بين بول الذكر والأنثى، وبين بول الانسان والحيوان، كما ميزوا البول عما قد يشبهه من السوائل والأشربة المعروفة آنذاك. وحالياً فحص البول في المختبرات يقسم إلى ثلاثة أقسام هي: الفحص الفيزيائي، الذي يشمل اللون والكثافة النوعية ودرجة الحموضة والمظهر؛ والفحص الكيميائي، الذي يشمل اختبارات لكشف المواد التي يعتبر وجودها في البول شاذاً، ويدل على أمراض معينة، مثل السكر وخضاب الدم؛ وأخيراً الفحص المجهري، للكشف عن المكونات الخلوية السوية والشاذة والبلورات الموجودة في البول. ويتشكل البول من السائل الذي تستخلصه الكليتان من الدم وتفرزانه عبر الحالب الى الاحليل ومن ثم الى خارج البدن، ويبول الانسان البالغ ( 1 1.5 لترا يوميا) في الاحوال العادية. يتكون البول من الماء (اكثر من 95 %) والبولة او اليوريا (3%) والبقية فضلات (2%) تضم كريات دموية وخلايا ميتة وبروتينات، وربما احتوى البول على فضلات اخرى كالجراثيم والفيروسات والطفيليات التي تفرز في بول الاشخاص المصابين بالتهابات في الجهاز البولي، وهي تشكل خطرا كبيرا وقد تنتقل من ملامسة البول.. وربما لهذه الاسباب اعتبر البول نجسا ووجب الاحتراز والتطهر منه، فهو مركب من فضلات، وهو ايضا مصدر خطير من مصادر العدوى ببعض الامراض. لون البول: اللون الطبيعي للبول هو اللون الأصفر الناتج من صبغة اليوروكروم والتي ينتج من تغير تركيزها تغير في درجة لون البول الذي يتغير من الأصفر الغامق الى الأصفرالفاتح وقد يميل الى لون الماء اذا ما اكثر الانسان من شرب السوائل. وبصفة عامة قد يكون لون البول دليل على الصحة العامة للجسم، نظراً لتغير لونه حسب حالة الجسم. وقد تطرا تغيرات على لون البول عائدة لعدة اسباب بعضها طبيعي ولايدعي للقلق بسبب تناول بعض الأغذية أو العقاقير الطبية وتعود الأمور إلى طبيعتها خلال يوم أو يومين وبعضها قد يكون مؤشرا لأسباب مرضية قد تكون خطيرة في حال التأخر عن علاجها. من اهم التغيرات اللونية التي تطرأ على البول: 1 – تحول لون البول إلى الأصفر الغامق وقد يعني الإصابة بالجفاف، مما يتطلب شرب الكثير من السوائل، وقد يعود اللون الأصفر الغامق أيضا إلى تناول الفيتامينات المركبة المحتوية على فيتامين B2. 2 – تحول لون البول إلى البرتقالي أو البني وهو قد يشير إلى الإصابة بالتهاب الكبد، وهي حالة تستوجب مراجعة الطبيب فوراً. 3 – تحول لون البول إلى الأخضر، الذي قد يعود إلى تناول بعض الخضار مثل الهليون Asparagus. 4 – تحول لوم البول إلى اللون الضبابي وقد يعطي مؤشراً لوجود حصوات في الكلية أو التهاب فيها، الأمر الذي يستلزم ايضا مراجعة الطبيب فوراً . 5 – تحول لون البول إلى اللون البني الفاتح الذي قد يكون ناجماً عن تجمع (تخثر) دموي قديم في الجهاز البولي أو عن الإصابة بالتهاب جديد في الكلية، وهو مؤشر كاف لمراجعة الطبيب فوراً. 6 – تحول لون البول إلى اللون الأحمر أو الوردي قد يكون ناجماً عن مرض في الجهاز البولي مثل الحصوات اواورام الكلية او الحالب اوالمثانة وقد يكون نتيجة التهابات الكلية او المثانة، كما ان خروج بول دموي قد يكون بسبب جرح في المسالك البولية. كما اود الاشارة الى انه قد يكون أيضاً بسبب تناول بعض الاطعمة مثل الشمندر او بعض الادوية مثل الريفامبين. وفي كل احوال البول الاحمر يجب مراجعة الطبيب المختص دون ابطاء. رائحة البول: تتأثر رائحة البول بالمواد المستهلكة من قبل الإنسان فمثلا تناول نبات الهليون يؤدي إلى رائحة قوية للبول وهذا بسبب تكسر حمض الأسباراجس. كما تتأثر رائحة البول أيضا بتناول الشاي والقهوة. ويؤدي تناول التوابل إلى رائحة مشابهة لها وذلك لأنها لا تتكسر بواسطة الكلية وتغادر الجسم من خلال البول دون تغيير. عكارة البول: تعكر البول ممكن أن يكون علامة على عدوى بكتيرية ولكنه قد يدل أيضا على وجود بعض الأملاح والترسبات مثل املاح فوسفات الكالسيوم. البول العكر الناتج عن التهاب شديد في المثانة اللون الطبيعي للبول هو اللون الأصفر الناتج من صبغة اليوروكروم