اكد المتحدث باسم الجيش الاوكراني اندري ليسنكو الثلاثاء ان 15 جنديا اوكرانيا قتلوا في النزاع في شرق البلاد خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية. وقال المتحدث خلال مؤتمر صحافي "قتل 15 عسكريا واصيب 49 بجروح خلال 24 ساعة". وتدور معارك ضارية في جنوب شرق منطقة دونيتسك قرب بلدات كومسومولسكي وفاسيليفكا وروزدولني "حيث يشاهد مقاتلون متمردون وقوات من الجيش الروسي"، على ما افاد مكتب الاعلام التابع للعملية العسكرية الاوكرانية. وتتهم كييف والغرب منذ اسبوع روسيا بنشر قوات نظامية في شرق اوكرانيا يبلغ عديدها اكثر من الف عسكري بحسب ارقام الحلف الاطلسي و1600 حاليا بحسب كييف، الامر الذي تنفيه موسكو. الى ذلك قلت وكالة ايتار تاس عن مساعد للشؤون الخارجية في الكرملين قوله أمس الثلاثاء إن التصريحات التي نقلت عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا قادرة على السيطرة على العاصمة الاوكرانية كييف خلال أسبوعين أخرجت عن سياقها. ونقلت الوكالة عن يوري أوشاكوف قوله "لقد أخرجت عن السياق وأصبح لها معنى مختلفا تماما." وقالت صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية هذا الاسبوع إن بوتين قال لرئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو "إذا أردت يمكنني أخذ كييف في أسبوعين." وذكرت تقارير ان باروزو نقل هذا التصريح الى الزعماء الاوروبيين في القمة التي عقدها الاتحاد الاوروبي في مطلع الاسبوع. وأمس الاول الاثنين اتهم الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو روسيا "بالعداون المباشر والسافر" الذي قال إنه غير موازين جبهة القتال بشدة في الوقت الذي تكبدت فيه قوات كييف مزيدا من الخسائر في الحرب بينها وبين الانفصاليين الموالين لروسيا. وكان الرئيس الروسي قد دعا يوم الأحد لمفاوضات فورية بشأن "وضع الدولة" في جنوبأوكرانيا وشرقها. وقالت تاس ان مساعد بوتين للشؤون الخارجية انتقد باروزو قائلا ان نقله تفاصيل المحادثة "لم يكن لائقا" ويفتقر للدبلوماسية. وقال أوشاكوف "اذا حدث هذا فيبدو لي انه يجب الا يجيء من شخصية سياسية جادة." الى ذلك اعلن مسؤول عسكري الثلاثاء ان روسيا ستعدل عقيدتها العسكرية مع الاخذ في الاعتبار ظهور تهديدات جديدة لا سيما تعزيز وجود الحلف الاطلسي على حدودها، حسبما نقلت وكالة ريا نوفوستي. وقال ميخائيل بوبوف نائب رئيس مجلس الامن الروسي ان العقيدة العسكرية الحالية التي تعود الى العام 2010 ستعدل بحلول نهاية السنة لتاخذ بالاعتبار ثورات الربيع العربي والنزاع في سورية والوضع في اوكرانيا، متهما الحلف الاطلسي بانتهاج "سياسة" تقضي بضرب العلاقات مع موسكو. وقال "لا شك لدي بان اقتراب البنية التحتية العسكرية لدول الحلف الاطلسي من حدود بلادنا، بما في ذلك عبر توسيع الكتلة، سيدرج بين التهديدات العسكرية الخارجية" التي تواجهها روسيا. وتاتي هذه التصريحات ردا على "خطة الرد السريع" التي يتوقع ان يقرها الحلف خلال قمته الخميس والجمعة اثر الموقف الروسي من الازمة الاوكرانية الذي تعتبره الدول الحليفة المحاذية لروسيا (دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا) بمثابة تهديد مباشر. وقال بوبوف ان "كل الوقائع تشهد على رغبة سلطات الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي في مواصلة سياسة زيادة التوتر مع روسيا". واضاف انه بالرغم من التصريحات التي تعبر عن "حسن النوايا" فان الحلف الاطلسي وروسيا "لم يتوصلا الى اقامة حوار عادل". وقال "ما زلنا ننتظر من روسيا تنازلات من طرف واحد حول العديد من مسائل السياسة الخارجية". واضاف "يجري تقييم دور روسيا بشكل غير موضوعي بشان الاحداث في اوكرانيا، وتستخلص بعد ذلك نتائج غير صحيحة وتتخذ اجراءات غير مناسبة".