أسقط انفصاليون موالون لروسيا طائرة نقل عسكرية أوكرانية بصاروخ مضاد للطائرات بينما كانت على وشك الهبوط قبل فجر السبت بمدينة لوهانسك في شرق أوكرانيا وقتلوا 49 من العسكريين، وهو العدد الأكبر من القتلى في صفوف القوات الحكومية الأوكرانية في حادث واحد منذ أن بدأت كييف عملية عسكرية لوقف التمرد في شرق أوكرانيا ضد الزعماء الموالين لأوروبا في كييف في مسعى للحيلولة دون تفكك البلاد. وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان إن الطائرة وهي من طراز آي.ال-76 أسقطت في هجوم شنه متمردون باستخدام سلاح مضاد للطائرات وسلاح آلي. ولم يذكر البيان عدد القتلى لكن فلاديسلاف سيليزنيوف المتحدث باسم العملية العسكرية في شرق أوكرانيا قال عبر الهاتف "قتل 49 شخصا.. كلهم من الأفراد العسكريين الأوكرانيين". وقال مكتب الادعاء إن أفراد طاقم الطائرة وعددهم تسعة أشخاص و40 من قوات المظلات قتلوا وإن صاروخا مضادا للطائرات أصاب الطائرة في الساعة 1:10 ليلا. وتقع منطقة لوهانسك في قلب تمرد بدأه انفصاليون في ابريل نيسان بهدف ضم المناطق الشرقية الناطقة بالروسية إلى روسيا بعد انضمام القرم إليها. وتسيطر القوات الحكومية الأوكرانية على مطار لوهانسك لكن وسائل اعلام محلية قالت إن القتال كان ما زال مستمرا أمس السبت في المدينة. والسيطرة على لوهانسك مهم للقيام بدوريات على الحدود القريبة مع روسيا. وقال المتمردون أيضا إن القوات الجوية الأوكرانية أطلقت النار على بلدة هورليفكا الصناعية الواقعة إلى الشمال من دونيتسك المدينة الرئيسية في المنطقة. وأسقط المتمردون طائرة شحن عسكرية الأسبوع الماضي وقتلوا ثلاثة أشخاص. وكان جنرال من بين 14 قتيلا سقطوا عندما أصاب المتمردون طائرة نقل هليكوبتر من طراز ام.آي-8 في 29 مايو أيار. وقتل العشرات في أعمال العنف بأوكرانيا منذ ابريل نيسان بينهم متمردون ومدنيون وجنود وأكثر من مئة محتج أغلبهم في اشتباكات مع الشرطة في فبراير شباط أدت إلى الاطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش. وتمثل الاشتباكات الجديدة التي استعادت الحكومة بعدها السيطرة على مدينة ماريوبول الجنوبيةالشرقية يوم الجمعة تهديدا لتحركات تستهدف احلال السلام منذ أن أدى الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروشينكو اليمين الدستورية قبل أسبوع. وقالت الخارجية الأمريكية أمس الجمعة إن روسيا أرسلت دبابات وأسلحة ثقيلة وقاذفات صواريخ عبر الحدود خلال الأيام القليلة الماضية لدعم الانفصاليين. ومن المرجح أن يعمق تأكيد الولاياتالمتحدة على عبور دبابات روسية للحدود إلى داخل أوكرانيا التوتر في أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ انتهاء الحرب الباردة. وفي بروكسل، دعا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتغيير سياسته تجاه اوكرانيا، مؤكدا في الوقت نفسه انه يريد التباحث معه في المشكلة بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا والتي كانت السبب في اندلاع هذه الأزمة. وخلال مكالمة هاتفية بين باروزو وبوتين، ذكر رئيس المفوضية الاوروبية الرئيس الروسي بموقف الاتحاد الاوروبي من الازمة الاوكرانية، مشيرا الى انه يتعين على موسكو ان تبدأ عملية نزع فتيل التوتر وان تساعد في نزع سلاح الانفصاليين الموالين لها في شرق اوكرانيا وان توقف تدفق الاسلحة والمقاتلين من اراضيها الى اوكرانيا. وأوضح بيان للمفوضية الاوروبية ان باروزو أكد لبوتين ايضا استعداده للتباحث معه في قضية اتفاق الشراكة بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي والمقرر التوقيع عليه خلال قمة اوروبية ستعقد في 27 حزيران/يونيو الجاري، وهو الاتفاق الذي اشعل فتيل الازمة الراهنة. وكان الرئيس الاوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش رفض في آخر لحظة التوقيع على هذا الاتفاق مما ادى الى موجة احتجاجات في اوكرانيا ضد حكمه انتهت بفراره من البلاد واندلاع الازمة الراهنة. من جهته قال الكرملين في بيان تناول فيه المكالمة نفسها ان الرئيس الروسي اكد لرئيس المفوضية الاوروبية ضرورة وقف العملية العسكرية في اوكرانيا ودفع كييف ديون شحنات الغاز الروسي، مؤكدا انه تم الاتفاق على لقاء ثلاثي. واوضحت الرئاسة الروسية في بيانها ان بوتين "أكد خصوصا على ضرورة وقف عملية كييف العسكرية في جنوب شرق البلاد بلا تأخير". كما أثار الرئيس الروسي مع باروزو "مسألة تسديد كييف لديونها ثمن الغاز الروسي"، مشيرا الى انه "تم الاتفاق على اجراء مشاورات بين روسيا والاتحاد الاوروبي واوكرانيا على مستوى الخبراء والوزارات في سياق التوقيع الجاري التحضير له لاتفاق شراكة بين الاتحاد الاوروبي واوكرانيا". وبحسب مصدر في المفوضية الاوروبية فإن المكالمة الهاتفية بين بوتين وباروزو تمثل تطورا "كبيرا ومهما" على ضوء المحادثات الاولية التي جرت بين الرئيس الروسي ونظيره الاوكراني الجديد بترو بوروشنكو، مما يؤشر الى "مناخ جديد" ويفتح الباب امام احتمالات حل هذه الازمة. وبحسب بيان المفوضية الاوروبية فإن باروزو وفيما يتعلق بملف الغاز الروسي اعرب عن "أمله في ان يبذل الطرفان جهودا اضافية بغية التوصل الى اتفاق دائم". وقد اتهمت وزارة الخارجية الأمريكية، مجددا، روسيا بإرسال دبابات وأسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ إلى أوكرانيا في الأيام الأخيرة دعما للانفصاليين في شرق البلاد. وقالت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في بيان "نرى أن الانفصاليين في شرق أوكرانيا حصلوا على أسلحة ثقيلة وعتاد عسكري من روسيا بما في ذلك دبابات وراجمات صواريخ روسية." وكانت هارفي قد ذكرت في لقاء صحفي في وقت سابق ان قافلة تضم ثلاث دبابات من طراز تي-64 والعديد من راجمات الصواريخ إم بي-21 أو جراد ومركبات عسكرية أخرى عبرت من روسيا إلى أوكرانيا خلال الأيام الثلاثة الماضية.