أعلن متحدث باسم الكرملين أمس الخميس أن روسيا على استعداد لقبول نتيجة انتخابات الرئاسة الأوكرانية إذا أنهت كييف العمليات العسكرية ضد المجموعات الانفصالية شرقي أوكرانيا أولا. وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس فلاديمير بوتين، لوكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء إن الانتخابات الأوكرانية المقررة في 25 مايو "خطوة في الاتجاه الصحيح". وأضاف أن انخراط حكومة كييف الموالية للغرب في حوار مع الانفصاليين شرط آخر لتعترف روسيا بنتيجة الانتخابات. وذكر بيسكوف إن الانفصاليين لم يعلنوا بعد ردهم على دعوة بوتين لهم بتأجيل الاستفتاء المقرر الأحد المقبل حول الانفصال عن أوكرانيا. من جهتها رفضت كييف الخميس سيناريو التهدئة الذي عرضه بوتين عبر دعوته الانفصاليين الموالين للروس لارجاء الاستفتاء الهادف إلى "اعلان استقلال" جمهورية دونيتسك. جندي أوكراني يحرس حفلاً قومياً في مدينة لوهانسك شرق البلاد (رويترز) وجاء في بيان صادر عن الخارجية الاوكرانية الخميس "رغم ما يبدو انه بادرة حسن نية إلا ان مضمون خطاب الكرملين ليس له اي علاقة بالمسعى الفعلي للبحث عن تسوية". وقال البيان إن أي استفتاء في أوكرانيا بدون التشاور مع سلطات كييف "لا معنى له وغير مقبول". وجاء في البيان ان "اي عمليات (استفتاء ارهابية) في شرق بلادنا غير مشروعة. وبالتالي فان الدعوة الى (إرجائها) هي مجرد مهزلة وليست على الاطلاق بادرة حسن نية". واضافت الوزارة انه "فيما ترغب الحكومة بإجراء حوار وطني شامل فإن الحوار مع إرهابيين غير مسموح به وغير معقول". وكان الرئيس الروسي طلب اثناء استقباله رئيس منظمة الامن والتعاون في أوروبا ديدييه بوركهالتر من المناطق الموالية للروس في شرق أوكرانيا أن يرجأ استفتاء الاحد في مقابل ان "توقف سلطات كييف فوراً كل العمليات العسكرية والعقابية في جنوب شرق" أوكرانيا. وقال بوتين "نطلب من ممثلي جنوب شرق أوكرانيا إرجاء الاستفتاء المقرر في 11 مايو لتوفير الظروف الضرورية للحوار". ولاحقاً، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف انه اذا استجاب الانفصاليون لدعوة بوتين و"اذا اوقفت كييف بدورها عمليتها العسكرية واتخذت اجراءات لاطلاق حوار، فان ذلك يمكن ان يخرج أوكرانيا من هذا الوضع الذي يزداد تدهوراً". بوتين كما بدا أمس أثناء زيارته الكرملين (أ.ف.ب) واعلن زعيم الانفصاليين دنيس بوشيلين ان اقتراح الرئيس الروسي سيدرس الخميس خلال اجتماع. وقد اعلن الانفصاليون عن إجراء استفتاء في 11 مايو حول "اعلان استقلال" جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد، والواقعة شرق البلاد قرب الحدود مع روسيا. وكان الانفصاليون الموالون لروسيا سيطروا على مبان حكومية في المناطق الشرقية مثل دونيتسك ولوغانسك وأعلنوا خططهم اجراء استفتاءات فيها للانفصال عن كييف عقب الإطاحة بالزعيم الموالي لموسكو فيكتور يونوكوفيتش في فبراير الماضي. لكن سلطات كييف تعتبر ان مشروع الاستفتاء في دونيتسك ليس له اي شرعية. وسارع رئيس الوزراء الأوكراني ارسين ياتسينيوك الى الرد على تصريحات بوتين الاربعاء أيضاً مبدياً استخفافه بها، وقال ان "ليس هناك اي استفتاء مقرر في اوكرانيا يوم 11 مايو" مضيفا "اذا كان الارهابيون والانفصاليون المدعومون من روسيا تلقوا أمراً بإرجاء ما لم يكن مرتقباً، فانها تصفية حسابات داخلية بينهم". ويبدو ان المتمردين الموالين للروس فوجئوا بإعلان بوتين وقالوا انهم سيعلنون قرارهم الخميس بخصوص إرجاء الاستفتاء. الى ذلك، اكد بوتين ان القوات الروسية التي انتشرت في الاسابيع الاخيرة على طول الحدود مع أوكرانيا انسحبت من مواقعها. وقال "قيل لنا باستمرار ان قواتنا القريبة من الحدود الاوكرانية تثير مخاوف. لقد سحبنا تلك القوات. اليوم لا وجود لها (القوات) على الحدود الاوكرانية لكنها موجودة في الاماكن التي تجري فيها تدريباتها المعتادة". لكن جوش ارنست مساعد المتحدث باسم الرئيس الاميركي باراك أوباما رد على تصريحات بوتين قائلاً "لا دليل حتى الان على حصول انسحاب"، فيما اعلن حلف شمال الاطلسي انه لا يملك "مؤشرات" تثبت ان روسيا سحبت القوات التي حشدتها قرب الحدود مع اوكرانيا. وكان الاطلسي قدر في نهاية ابريل عديد هذه القوات بأربعين الف جندي.