أكَّد المتحدث باسم الجيش الأوكراني اندري ليسنكو أمس الثلاثاء أن 15 جنديًّا أوكرانيًّا قتلوا في النزاع في شرق البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال المتحدث خلال مؤتمر صحافي: «قتل 15 عسكريًّا وأصيب 49 بجروح خلال 24 ساعة». وتدور معارك ضارية في جنوب شرق منطقة دونيتسك قرب بلدات كومسومولسكي وفاسيليفكا وروزدولني «حيث يشاهد مقاتلون متمردون وقوات من الجيش الروسي»، على ما أفاد مكتب الإعلام التابع للعملية العسكرية الأوكرانية. وتتهم كييف والغرب منذ أسبوع روسيا بنشر قوات نظامية في شرق أوكرانيا يبلغ عديدها أكثر من ألف عسكري بحسب أرقام الحلف الأطلسي و1600 حاليًّا بحسب كييف، الأمر الذي تنفيه موسكو. من جهته قال وزير الخارجيَّة الروسي سيرجي لافروف أمس الثلاثاء: إنه ينبغي على واشنطن أن تستخدم نفوذها لحث كييف على السعي لإحلال السلام في شرق أوكرانيا. وقال لافروف للصحفيين: «الأمر المهم هو دفع حزب الحرب في كييف إلى التعقل. الولاياتالمتحدة هي وحدها القادرة على ذلك إلى حد بعيد». من المهم جدًا أن تستغل نفوذها إلى أقصى حد ممكن لتبعث برسائل واضحة من أجل التحول من محاولة تسوية الأزمة من خلال الحلول العسكرية ولصالح العملية السياسيَّة في غضون أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف أمس الثلاثاء أن النزاع في أوكرانيا أرغم أكثر من نصف مليون شخص على مغادرة منازلهم بينهم 260 ألفًا على الأقل نزحوا داخل أوكرانيا وعدد مماثل لجؤوا إلى روسيا. وأوضح المتحدث باسم المفوضية أدريان ادواردز أنه إضافة إلى 260 ألف نازح في أوكرانيا فإنَّ 260 ألف أوكراني طلبوا اللجوء أو منحهم وضع اللاجئين في روسيا، وفق تقرير للسلطات الروسية. وقدرت المفوضية في 20 آب - أغسطس بنحو 190 ألفًا عدد النازحين داخل أوكرانيا و197400 عدد اللاجئين إلى روسيا منذ بدء النزاع في آذار - مارس. غير أن المفوضية ترى أن عدد النازحين الحقيقي في أوكرانيا «أعلى بكثير لأن العديد منهم يلجؤون إلى عائلاتهم أو إلى أصدقاء ويختارون عدم التسجل لدى السلطات». ونقل المتحدث عن رئيس المفوضية انتونيو غوتيريس تحذيره من أنه «إذا لم نوقف الأزمة على وجه السرعة، فلن تكون لها عواقب إنسانيَّة مدمرة فحسب، بل من شأنها زعزعة استقرار المنطقة برمتها». وقال غوتيريس: إنه بعد دروس البلقان من الصعب أن نصدق أن نزاعًا بمثل هذا الحجم يمكن أن يحصل على القارة الأوروبيَّة». وبحسب أرقام السلطات الروسية فإنَّ عدد الأوكرانيين الذين وصلوا خلال شهر بصفة لاجئين على أراضيها ازداد بنحو مئة ألف شخص من 168 ألفًا في 5 آب - أغسطس إلى 260 ألفًا. إلى ذلك أكَّد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الثلاثاء أن «لا حل عسكريًّا» للأزمة الأوكرانية، وذلك في معرض تحذيره الغربيين من مخاطر حصول تصعيد مسلح للنزاع في الوقت الذي يستعد فيه حلف شمال الأطلسي لتعزيز وجوده في شرق أوروبا. وقال الأمين العام خلال زيارة إلى نيوزيلندا: إن «الاتحاد الأوروبي والأمريكيين وغالبية الدول الغربية يبحثون جديًا فيما بينهم في الطريق الواجب إتباعها» للتعامل مع التدخل الروسي في الأزمة الأوكرانية. وأضاف «عليهم أن يعوا ألا حل عسكريًّا. إن حوارًا سياسيًّا من أجل التَّوصُّل لحلِّ سياسي هو الطريق الأكثر أمانًا»، معربًا عن أسفه «للوضع الفوضوي والخطر» وتداعياته «الإقليميَّة والعالميَّة». ويعقد رؤساء دول وحكومات الحلف ال28 يومي الخميس والجمعة قمة يُتوقَّع أن يقروا خلالها خطة تحرك للرد على سلوك روسيا في الأزمة الأوكرانية الذي تنظر إليه الدول الأعضاء في الحلف المتاخمة لهذا البلد (دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا) على أنه خطر يتهددها. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أكَّد الاثنين أن آلاف الجنود الأطلسيين من أسلحة الجو والبر والبحر معززين بقوات خاصة يمكن أن ينتشروا «في غضون أيام» في أوروبا الشرقية. ومنذ أسبوع تتهم كييف ومعها الغرب روسيا بأنها أرسلت جنودًا نظاميين إلى شرق أوكرانيا، وقد أسند هذا الاتهام بأدلة هي عبارة عن صور التقطتها أقمار صناعيَّة. وفي حين تقول كييف: إن 1600 جندي روسي دخلوا أراضيها، يقول الحلف: إن عدد هؤلاء هو ألف جندي بينما تنفي موسكو هذا الأمر نفيًا باتًا.