كل عيد وأنتم أسعد وكل يوم وأنتم أكثر تصالحاً مع أنفسكم ومع من يحيط بكم.. وكل ثانية وابتسامتكم أكثر إشراقا وعمقا وشراكة مع كل محب.. وكل مختلف معكم.. الفرح لغة إنسانية عالمية وومضة تشرق معها جماليات الروح البشرية.. الفقراء هم من لا يعرفون كيف يفرحون وليس من لا يملكون المال، الفقراء هم من يبخلون بابتسامة في وجه إنسان اختلفوا معه ولم يتصادم معهم.. الفقراء هم من لا يعرفون كيف يضحكون من أعماقهم.. الفقراء فقط هم من لا يستطيعون مشاركة الآخرين الفرح.. الفقراء فقط من لا يعرفون إطالة عمر الفرح.. الفقر ليس مالاً، الفقر هو فقر الروح للحياة.. في العيد جميل أن يكتشف كل واحد فينا ما تبقى داخله من طفل مشاغب طفل بريء، طفل يريد ويستحق أن يفرح، يريد أن يتخلص من هموم وضغوط العمل والحياة.. بكل تفاصيلها، العيد أجمل بعيداً عن السرير والنوم، والعيد أجمل مع من تحب ويحبك.. في العيد تستعيد مدننا الكثير من حيويتها وبهجتها، تتدفق الدماء في شرايينها أكثر، تؤكد لنا الرياض مدينة الرصانة والدبلوماسية أنها تعرف الفرح.. وتهدي لأهلها ابتسامة وأخرى.. في العيد يستمتع الإنسان بفرحة إفطاره بعد صيام شهر كامل إيمانا واحتسابا لربه الكريم، كم هو رائع لو ارتقينا بوفائنا لأسر الشهداء ممن فقدناهم وهم يؤدون واجبهم في حماية حدودنا من بواسل رجال الأمن في كل مجالاته.. أو ممن فقدناهم وهم يؤدون واجبهم في عمليات الدفاع المدني لإطفاء حريق او إنقاذ غريق، او من بواسل رجالات مكافحة المخدرات، ممن فقدناهم وهم بشهامة ونبل يحمون الإنسان السعودي من سمومها، ولا ننسى من فقدناهم هذا العام من أطباء وممرضين وممرضات بسبب حرصهم على أداء واحبهم لإنقاذ مرضى كورونا، فهؤلاء وهؤلاء شهداء وطن، هؤلاء ماتوا لنعيش في أمن وسلام، رائع لو قامت أمانات المدن بتكريمهم من خلال أسرهم بتخصيص مواقع لهم في المسارح والفعاليات تقديراً لمن رحل بإسعاد أبنائهم او زوجاتهم أو أمهاتهم أو اخوتهم، كم سيكون جميلا لو تم تكريم أطفالهم.. في العيد اعتزاز بهم وتكريس لحب الوطن في وجدانهم ووجدان كل طفل. كم هي جميلة إنسانية رجل انفصل عن زوجته وسلبها احتضانها أبناءها ان يلبسهم ملابس العيد ويأخذهم لها مع هدية من صغارها ليعلمهم الحب والعطاء والتسامح، ورائع ان فعلت ذلك زوجة خلعت زوجها لتؤكد له أنها لا تنتقم ولكن أرادت ان تعيش بقية عمرها سعيدة، جميل لو أقفل كل منا صندوق الانتقام من الآخر، وفتح باب التسامح والحب واستعاد تصالحه مع نفسه. والأجمل من كل ذلك لو تذكر كل واحد فينا والدته ووالده بهدية بسيطة تحمل الحب والاعتزاز بصرف النظر عن سعرها.. وجميل ذلك الأب وهو يدخل على أسرته بحلوى العيد مع هدايا للكبار والصغار وللعاملات والعاملين في المنزل لتعم السعادة الجميع عبر تفاصيل بسيطة ولكنها معبرة عن الفرح.. لنؤكد لأنفسنا ولصغارنا ولغيرنا من أصحاب الديانات الأخرى أن في الاسلام أعياداً وفرحاً وحباً وإنسانية وليس قتلاً وسفك دماء، وأن الصوم مكافأته من الرحمن مختلفة وأكثر جمالاً من غيرها..