نصحت دراسة أمريكية جديدة أجريت في مركز الأبحاث بجامعة "جورج ميسن" بولاية "فيرجينيا" بأن فقدان التركيز حتى لو لفترات قصيرة له تأثير سلبي على قدرات الحفظ والتخزين في الذاكرة القصيرة على المدى الطويل لاحقاً. وتقول الدراسة أن انقطاع التركيز على أي أمر حتى ولو لدقيقة واحدة تجعل الشخص ينسى ما كان يفعل ليحتاج إلى البدء من جديد واستعادة تركيزه. وأثبتت الدراسة نتائجها بإخضاع المشاركين فيها للإجابة على بعض الأسئلة المكتوبة في وضعين مختلفين بحيث يكون الأول دون الاخلال بتركيزهم والثاني بتشتيت انتباههم ومقاطعتهم ومحاولة التأثير عليهم. وكانت الإجابة على بعض هذه الأسئلة تستلزم حلولاً حسابية رياضية مما يستدعي التركيز الكامل لإتمام ذلك وهو ما لم يحظ به المشاركون في الوضع الثاني أثناء حلهم للأسئلة وبالتالي ظهرت إجابتهم خاطئة أو غير مكتملة. ويقول المشرفون على هذه الدراسة بأن صرف انتباه الخلايا العصبية في الدماغ إلى تنفيذ أمر آخر وهو فهم مصدر التشتيت الدخيل يؤثر سلباً على عملها الأساسي الذي كانت تركز عليه سابقاً. ويضيف العلماء بقولهم بأن فقدان التركيز هو ما يجعل الدماغ ينصرف كلياً للعمل الجديد الذي تلقاه وبالتالي فإن إعادته للتركيز على الأمر السابق الذي كان يفعله تجعله وكأنه يبدأ من جديد في تنفيذه وكأنه نسيه تقريباً. ونصحت الدراسة في محتواها الشغوفين والمدمنين على هواتفهم الذكية والذين قدرت بعض الدراسة معدل عدد تفحصهم لهواتفهم بحوالي 125 مرة في اليوم أثناء ساعات يقظتهم بأن هذا الأمر سيكون له تأثير سلبي كبير لاحقاً على المدى الطويل مع تقدمهم في العمر على قدرات ذاكرتهم القصيرة في تخزين المعلومات واسترجاعها.