حذر أطباء وعلماء أشرفوا على دراسة طبية جديدة أجريت في مركز أبحاث جامعة "أيوا" الأمريكية من أن نمط الحياة المرهق والمجهد يؤثر على مناطق الذاكرة القصيرة على المدى الطويل مع التقدم في العمر. ونبهت الدراسة إلى أن حدوث هذا الأمر يرتبط بازدياد معدلات هرمون "الكورتيزول" الذي يرتفع مستواه في الجسم عند التعرض للضغط شبه اليومي المتواصل ولفترات طويلة هو ما يضر مراكز التخزين في الذاكرة قصيرة الأجل. "الكورتيزول" هرمون طبيعي في الجسم يساعد على تحفيز الانتباه وزيادة التركيز وتعزيز الاستجابة للأحداث والأفعال وما يلزمها من التفكير والحركة ولكن ارتفاع مستواه عن الحد المطلوب ينعكس بآثار سلبية على الذاكرة مع التقدم في السن. ويكون تأثير هرمون "الكورتيزول" على نقاط الاشتباك العصبي في مناطق تخزين الذاكرة قصيرة الأجل في قشرة الفص الجبهي وهي المنطقة من الدماغ التي تضم الذاكرة قصيرة الأجل المسؤولة عن تخزين واسترجاع المعلومات السريعة. وينتج عن هذا الأثر على المدى البعيد وفي سن الشيخوخة الإصابة بفقدان الذاكرة المتكرر الذي يؤدي في نهايته إلى المعاناة من الخرف والزهايمر في حالات متطورة نتيجة الاكتئاب الحاصل عن الحالات المؤقتة للنسيان المستمر. ونبهت الدراسة في نهايتها إلى أن هذه النتائج تظهر في الغالب بعد سن الستين ومن الضروري تنظيم روتين الحياة اليومية وتقليل أوضاع التعرض للضغط والإرهاق والإجهاد وتقبل واقع الحياة بشمولية وقناعة.