نزول المطر بلون الدماء كان من الابتلاءات التي أصاب الله بها أتباع فرعون زمن موسى عليه السلام «فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين».. ورغم غرابة هذه الظاهرة إلا أنها تتكرر حتى يومنا هذا بلونها الأحمر القاني .. وحين تعرضت قرية مرش بشمال الهند لهطول مطر أحمر غريب هجر السكان على إثره كامل المنطقة خصوصا بعد ان ادعى حكيم القرية أنها مقدمة لزلزال ضخم.. وقبل فترة بسيطة بعثت برسالة (جوال حول العالم) قلت فيها: لو سألت أي طفل يعيش اليوم في بلدة مانتا في الاكوادور عن لون المطر لأجابك بلا تردد "أحمر" .. فالتلال المحيطة بهذه المدينة مكونة من تربة بركانية حمراء بحيث تسيل الجداول بهذا اللون .. وفي نفس الوقت تنفث مصانع الطوب (التي تعتمد على هذه التربة) أبخرة بنية داكنة تختلط مع المطر فتنزل باللون الأحمر.. وهكذا قد لا يصدق أي شيخ عجوز لم يغادر في حياته مدينة مانتا أن الأمطار تسقط بغير هذا اللون.. أما مجلة بوبلرساينس فقد تحدثت عن سقوط مطر دموي مشابه على مدينة كالابريا الايطالية (في مايو 1980) وادعت على لسان العلماء الطليان أنها دماء طيور مهاجرة مزقتها تيارات الرياح! وبسبب ندرة -وهيبة- هذه الظاهرة تفسر غالبا كسخط من الله أو نتيجه لذنوب عباده. فحين أمطرت السماء دما على مقاطعة بروفنس في فرنسا عام 1001 انتحر بعض القساوسة خوفا من غضب الله في حين ارتد آخرون بسبب شائعة تقول أن إبليس اغتصب مملكة السماء وقتل الملائكة هناك !! وبعد حادثة موسى بأربعة آلاف عام وثق عالم الطبيعة الإنجليزي فيليب جوس سقوط مطر غريب على لندن صبغ على اثره الشوارع والبيوت والأشجار بلون أحمر محروق .. والغريب أنه تحدث أيضا عن سقوط فراشات نافقة برفقة هذا المطر مما أعطى الحادثة اسمها الشهير "دماء الفراشات" .. وحكاية الفراشات هذه تذكرنا بحادثتين مشابهتين أوردهما المؤلف فرانك كراون في كتاب الحقائق العجيبة للحشرات (أو ) Curious facts Of insectsحين تحدث عن سقوط مطر أحمر برفقة فراشات ميتة فوق ليفربول عام 1017 ومطر أحمر مشابه على ضواحي ديتون عام 1780!! .. وكان عالم الأرصاد الجوية راي لانكستر قد افترض عام 1992 (في كتابه Secrets Of Earth and Sea) ان هذا النوع من الأمطار تتسبب به حشرات وابوغ صغيرة حمراء تذوب في قطرات الماء؛ ولكن الحقيقة هي أن "المطر الأحمر" ظاهرة جوية طبيعية وأبسط كثيرا مما تعتقده معظم الشعوب.. بل يمكن القول إن (الملوثات الجوية) قد تصبغ الأمطار بعدة ألوان أخرى كالأصفر والأخضر والأزرق والأسود تماما مثلما تنزل أمطارنا المحلية بلون أصفر أو بني بسبب العجاج وسحب الغبار.. ... وبمناسبة أجوائنا المحلية في رمضان؛ سمعت أن موعد "طباخ التمر" لم يحل بعد !!