«كنت ألبس الأسود كانت السماء تلبس الرماد» (أدونيس) لاتزال علاقة الإنسان بالألوان غامضة، فتأثير الألوان على الإنسان له أبعاد مختلفة وعميقة، فاللون يؤثر على الإنسان في ردات فعله وإقباله على الحياة فربما أشعرنا اللون بالهدوء والسكينة، أو الحب والانطلاق، اوالكآبة، وأحياناً نربط ما بين الأسماء والألوان وهذا يسمى (تشابك الحواس)، والربط العصبي ما بين اللون والصورة يلعب دوراً كبيراً في حياتنا، وهذا لا يخفى على عشاق الأزياء والموضة فكل مصمم أزياء يرتبط بلون محدد بالرغم من اختلاط الألوان حوله، وهذا يؤكد على دور اللون ومكانته في الثقافة الإنسانية، حيث إن لها خصوصية وتعابير شتى، وقُدّر للون الأحمر أن يكون ذلك اللون الجريء، وهو المحبب إلى نفسي فلا أحس بالاكتمال أحيانا إلا عندما أضع مناكير حمراء أو روجاً أحمر، وقد شاع بيننا نحن النساء ان اللون الأحمر هو لون الأنوثة والجمال، والحنان والحب واندماج الأرواح، حيث إنه أحد الألوان الأولية الثلاثة للضوء المرئي، وهي: الأحمر، الأخضر، الأزرق؛ وتختصر بالإنجليزية: (RGB) وأيضا في الألوان الأولية المادية (وهي: الأحمر، الأصفر، الأزرق). وقد حظي اللون الأحمر بثقافتنا الإنسانية بميزات مختلفة، حيث إنه لدى الرومان كان العلم الأحمر إشارة إلى إعلان الحرب، واعتبر قدامى المصريين أنفسهم جنساً أحمر ولونوا أجسامهم بالصبغة الحمراء تأكيداً على ذلك. أيضا كان اللون الأحمر رمزاً للشيوعية حيث استخدم البلشفيون العلم الأحمر كشعار لهم وذلك عندما أطاحوا بالقيصر في عام 1917، لهذا أصبح اللون الأحمر رمز الشيوعيين. وفي حرب الوردتين الإنجليزية، كان اللون الأحمر هو لون معسكر لانكستر والذي هزم معسكر يورك الذي كان يرمز إليه باللون الأبيض. وفي الهند، اللون الأحمر يرمز إلى الجندي. أما في جنوب أفريقيا، اللون الأحمر هو لون الحداد. وفي بعض الثقافات ربط شريطة حمراء اللون على السيارة الجديدة يعتبر جالباً للحظ. وفي الصين هو لون الاحتفالات والأعراس، وفي بعض الثقافات كان اللون الأحمر هو رمز القوة فقد كان في وقت قريب حكراً على الأباطرة والحكام والعظماء ومحظوراً على عامة الشعب لذلك أصبح هذا اللون مرادفاً للكبرياء. وفي ثقافتنا العربية ارتبط اللون الأحمر بأشياء محظورة، فعندما يتحدث الشخص بموضوع سياسي أوغيره يُقال له لقد تجاوزت الخط الأحمر، وعندما يتأخر الموظف عن عمله يوقع تحت الخط الأحمر، وغيرها من المواقف التي ربطناها بذلك اللون الدافئ الحميمي. ثمة احتمال ان هذه التصورات عن اللون الأحمر لم تخضع للمعاينة على نحو جاد، وبقيت مجرد أشياء حسب رؤية وتراث المجتمع، إلا انه لا يعدو كونه مجرد لون نعلق عليه إسقاطاتنا النفسية، مخاوفنا، وانعكاساتنا الداخلية، حيث يفسر علماء النفس الاجتماعي بأن اللون الأحمر هو في النهاية لون الصخب والحياة والتغيير. بِالأحَمْر: صَوتُكَ يُعِيدُ تَلوِينَ قَلبيِ، لَو كَان لصَوتِكَ شَكل لتَخيِلتُه وَردُ الجُورِي الأحمَر أضَعُة فِي الشُرفَة ليٌبهِجَ المَارّة.