شنت قوات النظام السوري الجمعة حملة عسكرية في ريف درعا لاستعادة تلال سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الاسابيع الماضية وتتيح لهم ربط مناطق سيطرتهم بين درعا والقنيطرة على الحدود مع الاردن وهضبة الجولان المحتلة. في غضون ذلك، تواصلت اعمال العنف، حيث قتل 16 شخصاً وأصيب حوالي 60 آخرين بجروح في سقوط قذائف اطلقها مقاتلون معارضون على حي يسيطر عليه النظام في مدينة حلب كما افاد المرصد السوري. كما انفجرت سيارة مفخخة في بلدة الشحيل بمحافظة دير الزور، ما اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين احدهم طفل وسبعة مقاتلين من جبهة النصرة وفصائل اسلامية اخرى معارضة. وعن الاحداث الميدانية في درعا قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة (فرانس برس) "اطلقت القوات النظامية الجمعة حملة عسكرية في مدينة نوى ومحيطها في محافظة درعا، لاستعادة السيطرة على تلال سيطر عليها مقاتلون معارضون في الأسابيع الماضية". واضاف ان النظام "يشن هجوماً معاكساً ضد المقاتلين لمنع (...) التواصل الجغرافي بين المناطق التي سيطروا عليها في ريف درعا الغربي، وريف القنيطرةالجنوبي والاوسط". وبحسب المرصد فان ما لا يقل عن خمسة مقاتلين معارضين وعدة جنود نظاميين قتلوا في هذه المعارك. وسيطر المقاتلون في الأسابيع الماضية على تلال عدة ابرزها تل الجابية وتل جموع في ريف نوى، بعد ايام من سيطرتهم على تل الاحمر الغربي وتل الأحمر الشرقي في ريف القنيطرة، قرب الحدود مع الجزء الذي تحتله (اسرائيل) من هضبة الجولان. وقالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) الجمعة ان القوات النظامية "نفذت عمليات واسعة في مدينة نوى تستهدف خلالها تجمعات المجموعات المسلحة في المدينة والتلال المحيطة"، وان العملية "لا تزال مستمرة". وبحسب المرصد، شن الطيران الحربي 15 غارة على الأقل على نوى ومحيطها، تزامنا مع الاشتباكات. وافادت "الهيئة العامة للثورة السورية" في بريد الكتروني عن "سقوط عشرات الصواريخ خلال لحظات" على نوى. وبث "مركز نوى الاعلامي" شريطاً مصوراً على موقع "يوتيوب"، يظهر 20 تفجيرا متتاليا على الاقل في نحو دقيقة، في مسافات جغرافية قريبة. ويسمع المصور يقول "النظام يرجم مدينة نوى بالصواريخ". ولم يكن في الامكان التحقق من صحة الشريط من طرف مستقل. وادت المعارك العنيفة للسيطرة على التلال في محيط نوى نهاية نيسان/ابريل، الى مقتل نحو 90 عنصرا من القوات النظامية ومقاتلي المعارضة خلال يومين، بحسب المرصد. وقتل ستة اشخاص الجمعة بينهم طفلان في قصف للنظام على مدينة درعا، بحسب المرصد. في حلب، قالت سانا ان ارهابيين (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) اطلقوا قذائف صاروخية على حي الاشرفية صباح الجمعة، ما ادى الى سقوط 13 قتيلاً واصابة 17 اخرين بجروح. وافاد المرصد ان 16 شخصا على الاقل بينهم ستة اطفال قتلوا واصيب 60 آخرون، بسبب قذائف اطلقها "لواء اسلامي مقاتل" على الاشرفية وحي السريان المجاور له، بين ليل الخميس وصباح الجمعة. وقطع مقاتلو المعارضة في الايام الماضية المياه عن كامل احياء المدينة، كوسيلة للضغط على النظام للحد من هذه الهجمات، بحسب المرصد. وبعد انقطاع لاكثر من اسبوع، افاد المرصد عن عودة المياه تدريجيا وبشكل متقطع الى بعض الاحياء. وقتل خمسة اشخاص الجمعة بينهم طفلة وسيدتان، في قصف جوي على بلدة حريتان في ريف حلب، بحسب المرصد. وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل ستة اشخاص بينهم طفل في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في بلدة بنش، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، شن الطيران عشر غارات على الاقل على بلدة المليحة جنوب شرق دمشق، والتي تحاول القوات النظامية وحزب الله اللبناني السيطرة عليها منذ مطلع نيسان/ابريل.