تناغمت عدد من العوامل الأساسية في أسواق الطاقة العالمية ليوم أمس لتعمل على رفع أسعار النفط الخام الى ما فوق 106 دولارات للبرميل لخام برنت القياسي في الأسواق الأوروبية و104.48 دولارات للبرميل في الاسواق الامريكية، فيما حافظت أسواق الشرق على أسعار نفوطها فرب معدلاتها في الايام الماضية قرب 110 دولارات للبرميل. فقد أفضت الاجراءات التي اتخذتها الدول الاوروبية وأمريكا في فرض عقوبات جديدة على روسيا التي تعد أكبر مصدر للنفط بالعالم الى أذكاء المخاوف من احتمال بروز أزمة في إمدادات النفط الخام في ظل وجود انقطاعات في الامدادات من بعض الدول المنتجة مثل ليبيا واليمن وبعض دول الشرق الأوسط، نتيجة الى القلاقل الأمنية التي تلف أجواء هذه الدول وتتسبب في عرقلة ضخ الخام الى المستهلكين. كما ساهم ضعف صرف الدولار في تنامي أسعار الوقود الأحفوري الذي ظل محلقا رغم انقشاع موسم الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الارضية وتراجع الطلب على وقود التدفئة، بيد أن الأزمات السياسية طفقت تؤجج من الأسعار وسط مخاوف النقص الحاد ما قد يؤثر سلبا على مسار انتعاش الاقتصاد العالمي. وساند المسار الصاعد لأسعار النفط حدوث انقطاعات لإمدادات النفط من بعض أجزاء العالم نتيجة الى الأعمال التخريبية في عدد من الدول التي ما برحت تعاني من القلاقل الأمنية، كما أن حوادث التلوث ساهمت في تعميق انقطاع الامدادات، حيث اضطرت شركة سينكو الأمريكية أمس الاول الى إغلاق جزء من خط الانابيب في جنوب ولاية أوهايو الامريكية بعد حادث التسرب النفطي، وهذا الخط يعتبر استراتيجياً لكونه يمتد لمسافة 1600كم وينقل حوالي 238 الف برميل يومياً الى المصافي في وسط الغرب الامريكي. الى ذلك ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي لأول مرة خلال هذا العام لتتخطى 5 دولارات لكل وحدة حرارية بريطانية متأثرة بالأزمة الروسية الاوروبية، كما أن الاقبال الكبير على الوقود الأزرق من قبل شركات الكهرباء أدى الى انتعاش أسعاره في جميع مواقع التداول العالمية، وهو ما سيؤثر على أسعار المنتجات البتروكيماوية والتي تستخدم الغاز كلقيم لهذه الصناعات.