خالفت أسعار النفط التوقعات الغربية التي أشارت الأسبوع الماضي إلى أن أسعار النفط ستتجه إلى هبوط حاد نتيجة إلى تشبع العالم بالنفط الخام وطفقت تمضي في مسارها المرتفع حيث سجلت أمس الجمعة مستوى 118 دولاراً للبرميل لخام برنت القياسي في الاسواق الاوروبية و 97.37 دولاراً للبرميل لخام ناميكس في مستهل التعاملات الالكترونية في السوق الامريكية. وعلى الرغم من صدور بيانات اقتصادية تشير إلى ان منطقة اليورو ما برحت تنزلق بشكل أعمق في الركود في الربع الاخير من العام الماضي مسجلة أكبر تراجع فصلي منذ 2009 إلا أن قوة التفاؤل التي تحيق بالمتداولين جعلت نفط خام برنت يواصل التحليق في هذه الاسواق مسجلا فارقا يصل إلى حوالي 21 دولاراً للبرميل عن نظيره خام وست تكساس الأمريكي ما يدل على استمرار تعطش الاسواق الأوروبية إلى النفط الخام. وتعرضت أسعار النفط في مستهل التعاملات الاوروبية أمس إلى موجة بيع لجني الارباح ما تسبب في تراجع طفيف في سعر خام برنت بمقدار 15 سنتا، غير أن المخاوف التي عمت أسواق الطاقة بشأن إمدادات البنزين عززت من بقاء أسعار الخام في مستويات مناسبة، لا تضر بالمستهلكين وتساهم في دعم الصناعة النفطية التي تتطلع إلى بقاء الأسعار في معدلات تساهم في التوسع بالمشاريع الطاقوية لمواجهة أي زيادة في الطلب على النفط في المستقبل. ولا تزال الدول الغربية تعول كثيرا على استغلال البترول الصخري للضغط على أسعار النفط لتبقى في مستويات متدنية مع أن الكثير من الخبراء يشككون كثيرا في تأثير الزيت الصخري على مستوى تدفقات النفط التقليدي نظرا لصعبة استخراجه، حيث يتطلب تقنية عالية وتكاليف باهظة تحول جعله تجاريا إلا بارتفاعات عالية لأسعار النفط وهو ما لن يتحقق في ظل وفرة النفط الرخيص في أديم اراضي الدول المنتجة للنفط والتي ما برحت تحقق استكشافات جديدة لمصادر نفطية ستساهم في رفع احيتاطياتها ما سيمد من العمر الافتراضي للوقود الاحفوري لسنوات عديدة قادمة. ونقلت نشرة "أويل فويس" دراسة نفطية أشارت إلى أن الزيت الصخري سوف يساهم في إضافة حوالي 14 مليون برميل يوميا من النفط غير التقليدي وبالتالي العمل على خفض أسعار النفط ودعم الناتج المحلي العالمي ليتراوح بين 2.7 و3.7 تريليونات دولار سنويا بحلول عام 2035، وتعتقد الدراسة أن دخول الزيت الصخري عصر الانتاج التجاري سوف يهبط بأسعار النفط بمقدار 50 دولارا للبرميل، بيد أن معظم المحللين النفطيين يشككون في هذه الدراسة لكون الزيت الصخري أمامه معوقات جيولوجية كثيرة تتطلب تقنية عالية ليصبح تجاريا، كما أن ارتفاع الطلب العالمي على النفط إلى 110 ملايين برميل يوميا عام 2035 يحول دون هبوط النفط بمستويات أشارت اليها الدراسة.