الحياة مدرسة كبيرة، وميدانها فسيح، يتعلّم فيها الإنسان حتى آخر يوم من حياته، ويحاول جاهداً أن يحقق تميزه في المجتمع، ويكون له نهج خاص، وأسلوب مميز يحتذى به، فهو يسعى دائماً للأفضل والأجمل.. والكثير من الشعراء المبدعين لهم أسلوبهم، ونهجهم، ولهم بصمة خاصة في شِعرهم تميزهم عن بقية أقرانهم الشعراء، لذا نجد في قصائد المبدعين وسماً مميزاً في قصائدهم، وحين تقرأ تلك القصائد تجد المتلقي يشير بكل ثقة أن هذا أسلوب، ونهج ذلك الشاعر، وهذه بصمته الخاصة به في مجال الشعر كقول الشاعر الأمير محمد الأحمد السديري: كم واحدٍ له غايةٍ ماهرجها يكنها لوهو للادنين محتاج يخاف من عوجٍ طوالٍ عوجها هرجة قفا يفرح بها كل هرّاج يمسك عليك المخطيه من حججها حلو نباه وقلبه اسود من الصاج والشّعر شعور يكتبه الشاعر عندما يختزن في داخل أعماقه تلك الأحاسيس والمشاعر التي يعبر عنها خاصة عندما ما تختلج في داخله بكلمات عذبة، ومشاعر صادقة، تخرج من القلب فتصل للقلب.. ومما يميز هذه المشاعر التي يكتبها الشاعر على طريقته الخاصة في كتابة الشعر وبالأسلوب الذي عُرف به فتصبح قصائده لها وسم معروف -كالعلامة المسجلة- وتدل على شاعر القصيدة.. فكثير من الشعراء لهم نهجهم الخاص بهم في كتابة القصيدة خاصة الذين عرفوا في كتابة قصائدهم الشعرية كالبوح الحزين، والمعاناة المؤلمة.. وفي هذا الاتجاه يقول صينيتان المطيري: يا صاحبي ما عاد لي فيك حاجه ماني على خبرك سواليف .. ومزوح جرحٍ مع الأيام يلقى علاجه وبعض الجروح علاجها نزعة الروح ولكل شاعر بصمته الخاصة في شِعره خاصة أولائك الشعراء الذين تشربوا الشّعر، وفهموا معنى الحرف، ولكن ما يؤثر على عطاء الشاعر وجود التشابه الحاصل في مواضيع الشّعر والبحر والقافية والوزن، فإذا فقد الشاعر القدرة على رسم الخط الخاص به في مجال الشعر، وأصبح يقلّد هذا وذاك، ويسرق من هنا وهناك.. فإنه في النهاية.. لا تشتهي أن تسمعه، وربما لا تستحي أن تصفعه. قبل النهاية للراوي الأديب منديل الفهيد: جمعت شتات من الشّعر مفقود معه القصص واسما هله والبديده عميت ما خصيّت والصدق مشهود ولاني من اللي يزرعون الحصيده اللي عليه الوسم لو سلب مردود لو حرّفوا به صاحبه يستعيده