مدخل للشاعر الشيخ تركي بن حميد: أخير منها ركعتينٍ بالأسحار لا طاب نوم اللي حياته خساره يطيب لنا ترديد مثل هذا البيت الرائع لابن حميد في المجالس، وأماكن التجمعات، والرحلات البرية، والأسفار والمناسبات، وفي كل زمان ومكان.. وهناك الكثير من قصائد كبار الشعراء ذات المعاني الجميلة، والحكم البليغة، والأهداف النبيلة، التي تحتل مكانة كبيرة في قلوبنا وذاكرتنا كقول الشاعر الأمير محمد الأحمد السديري: كم واحدٍ له غايةٍ ما هرجها يكنّها لو هو للادنين محتاج يخاف من عوجٍ طوالٍ عوجها هرجت قفا يركض بها كل هرّاج يقضب عليك المخطيه من حججها حلواً نباه وقلبه اسود من الصاج ويكمن جمال وروعة مثل هذه القصائد إذا تمعنا النظر في عمق معاني كلماتها، وجمال أسلوب شاعرها.. فالشعر الأصيل والعذب يحفظه جيل بعد جيل ويبقى في صدور الرواة، وتردده الأجيال كقول الشاعر الشيخ مشعان الهذال : يا موقدين النار جوكم مسايير ناسٍ دعتهم ناركم توقدونه سلام منّي فالكم يا المناعير سلام أحلا من روايح مزونه ويحلو لنا ترديد بعض قصائد الشعراء المبدعين الذين عانوا بالفعل في حياتهم من جور الزمن وتقلباته، أو من بعض المواقف التي تؤثر في حياة الإنسان، أو فراق الأحبة والأهل كقول الشاعر شرعان بن فهيد الرمالي الشمري: لي بنت عم ما وطت درب الادناس ولا دنّست يوم النسا يدنسنّي ضربتها وأنا أحسب الضرب نوماس طلقتها يوم افخت العقل منّي يا ناس كيف العين تبكي على ناس وكيف العيون بلا رمد يسهرني وعندما يُبدع الشاعر من خلال قصائده الرائعة والمتميزة.. يكون لها طابع خاص، ونكهة جميلة.. تؤثر في نفوسنا، و تحرّك مشاعرنا، وتُطرب مسامعنا، وتبقى تعيش معنا في حياتنا.. لما تحتويه من إبداع وجزالة، وبراعة في المعاني والوصف، والبوح الصادق كقول الشاعر الشيخ شالح بن هدلان الخنفري القحطاني: يا ذيب أنا بوصيك لا تأكل الذيب كم ليلةٍ عشاك عقب المجاعه وأغلب شعرائنا المبدعين نجد في أشعارهم ذكر البداوة والشهامة والنّزاهة، والكرم والشجاعة، والشدائد والفرج، ويتحدثون من خلال أشعارهم عن أصالتنا المشرقة، وعاداتنا المشرّفة، وماضينا المجيد.. وأجمل شيء عندما يُبدع الشاعر ويتألق في نظم القصيدة. قبل النهاية للشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن: يا بنت أنا عشق الخلا من صفاتي أنا بدوي ثوبي على المتن مشقوق مثل الجبال السمر صبري ثباتي ومثل النخيل اخلقت أنا هامتي فوق