مدخل للشاعر الأمير محمد بن احمد السديري: كم واحدٍ له غايةٍ ماهر جها يكنها لو هو للادنين محتاج يخاف من عوجاً طوالٍ عوجها هرجت قفا يركض بها كل هرّاج يقضب عليك المخطيه من حججها حلواً نباه وقلبه اسود من الصاج النميمة . . هي الكلمة التي تخرج من فم قائلها فتؤذي الناس، وتسبب المشاحنات، والتباغض وعدم التواصل فيما بينهم، ولا يقدم على قولها إلا ضعاف النفوس، ومنهم يجالسون أهل الكلام بين الناس، والإسلام الحنيف صان كرامة الإنسان من الأذى وأمر بالأخوة، والرفقة الطيبة، فقد حرم قول النميمة ونهى أشد النهي عنها، فقد ذكرالرسول(صلى الله عليه وسلم) أنه لايدخل الجنة نمام. والسبب في تحريم قول النميمة لأنه مرض خبيث انتشر في المجتمع فرق الأحبة، وقطع الأرحام، ومنع التواصل،وهدم البيوت . . والشعر الشعبي له دور كبيرفي خدمة القضايا التي تهم المجتمع وأيضاً العمل الإنساني النبيل، فقد قال الشاعر سعد بن جدلان الاكلبي في التحذير والنهي من قول النميمة: سباية الغرات قطاعة الساق أعراض خلق الله لاغابت هتقها مايلتهم للتفت الساق بالساق وتقسمت الأرزاق والله فرقها أحد يقدم له حميما وغساق وأحد بروضة سلسبيل وغدقها وكلام النميمة له آثارسلبية ونتائج وخيمة على الأسر والجماعات والأصدقاء والأحباب وعلى كافة شرائح المجتمع . . وقد وصف الشاعر سعيد بن علي الحبابي أصحاب النميمة بقوله: أنا اشهد أن بعض الرجاجيل دنفوس يجذب لنفسه من بعيد دنسها غادن على النمات والكذب جاسوس والكلمة اللي في صواب عكسها لاميز الكلمة ولا قاسدها قوس يأتي بها فالمجتمع ما درسها ويجب على الإنسان في هذه الحياة دائماً إذا أراد الكلام أن يفكر فيه قبل النطق، فإن كان فيه خير تكلم، وإذا شك فيه فلا يتكلم . . لأنه قد ينجر في الكلام بكلام مكروه كماجرت العادة، وأيضاً يجب عدم تقبل كلام أهل النميمة من أصحاب القلوب المريضة، وصدق قول المثل السائد (من قال لك قال عليك). أخيراً يقول الإمام الشافعي: لسانك لا تذكر به عورة امرىء فكلك عورات وللناس ألسن