توصل علماء الأحياء في جامعة ولاية "تينيسي" الأمريكية من خلال دراستهم للتصرفات السلوكية للتماسيح بأنها تستخدم بذكاء وإبداع الحيل والتمويه لجذب فرائسها من الطيور. ولاحظ هؤلاء العلماء أن التماسيح تستعين بأغصان الأشجار الصغيرة وتضعها على خطامها بحيث تبدو وكأنها نابتة لتخدع الطيور التي تبحث عن مكان ملائم لبناء أعشاشها. وتبين للعلماء أيضاً أن هذه التماسيح تدرك في الواقع مواسم التزاوج عند الطيور ولذا فهي تركز نشاطها خلال تلك الفترة بالذات حين تستعد هذه الطيور في ذلك الوقت للتعشيش ليظهر للعلماء بأن هذه التماسيح أيضاً تتصرف وفقاً لسلوك منهجي متكرر ناتج عن خبرتها في رصد الحين المناسب لتكثيف نشاطها السلوكي هذا الذي قد يكون تطور مع استمراره وبحسب رأي علماء الأحياء عبر تجارب سابقة. وليست التماسيح وحدها من الحيوانات المفترسة التي تلجأ للخداع والتمويه لاصطياد فرائسها فهناك أيضاً طائر "البلشون الأخضر" الذي يستخدم طُعماً مموهاً من الريش الملون وبعض ثمار الأطعمة الصغيرة في استدراج وجبته المفضلة من الأسماك بعد أن يعلق هذا الطعم في طرف منقاره قبل غمسه في الماء وتحريكه كما لو كان من الأسماك الصغيرة التي تتغذى عليها الأسماك الأكبر حجماً التي يسعى وراءها طائر "البلشون" هذا. وقال العلماء إن من الشائع عند بعض أنواع الطيور اختيار الاشجار النامية في البرك المليئة بالتماسيح لتضع بيضها حيث إن هذه التماسيح توفر لها الحماية من الثعابين والقرود والراكون التي تتسلل إلى الأعشاش لالتهام محتوياتها من البيض والفراخ. لكن هذه الطيور تدفع ثمن هذه الحماية حيث إن سقوط أي فرخ يعني لقمة سائغة للتماسيح الجائعة.