تشكل البيئة البحرية ذات المساحة الكبيرة والجزر المتنوعة في منطقة جازان موطناً ملائماً لتكاثر وهجرة أنواع كثيرة من الطيور، والتي يندر أن تُشَاهد في مناطق أخرى، الأمر الذي يجتذب كثيراً من محبي الطيور وتصوير المناظر الطبيعية للتعرف على أنواعها وأشكالها. وتؤمِّن تلك الجزر البكر مثل جزيرة دمسك وقماح وزفاف وأحبار وأم والكتف وغيرها، الغذاءَ الأساسي من المخلوقات البحرية الصغيرة من أسماك وسرطانات بحرية، لأنواع كثيرة من فصائل الطيور البحرية، كما توفر مواقع التفريخ لتتكاثر فيها طيور النورس والجراجيح والبلشون والبجع واللقلق والصقور البحرية، ما أكسب تلك الجزر وفرة في أنواعها المهاجرة كطيور الفوشر «الببغاوات الصغيرة» وطائر الحسون والطيور المغرورة وغيرها. وتعتبر طبيعة بعض الجزر الجبلية التي توجد فيها الشقوق والحفريات التي تخلفها بسبب عوامل التعرية، بيئةً مناسبة لوضع بيض أنواع من طيور النورس وجماعات وأسراب أخرى، إذ تضع الأنثى بيضها بالتناوب مع الذكر في حضنه إلى حين فقصه، كما يتناوبان في إحضار الطعام لأفراخهما وحمايتها قدر الإمكان، إلا أن الأخيرة دائماً ما تتعرض للهلاك على أيدي طيور أكبر منها، خصوصاً التي تبني أعشاشها على الأرض وتكون في العراء بعكس تلك التي في الشقوق الجبلية وفي الأشجار. ويشكل ذلك الأرخبيل من الجزر الذي تملؤه الأشجار محرضاً كبيراً لتلك الطيور كالبلشون واللقلق والبجع واليمام والطيور الاستوائية، لاتخاذها مسكناً، فطيور الأطيش البني التي ينقسم جسمها إلى لونين أساسيين البني في معظم الأجزاء، بينما يطغى اللون الأبيض على المنطقة السفلى، والبلشون تبني أعشاشها في الأشجار وتبيض خمس بيضات في المتوسط، وتتناوب الذكور والإناث في إطعامها وحمايتها من الأسماك والحشرات والمخلوقات البحرية والزواحف. ومن أبرز أنواع تلك الطيور «صقر البحر» القريب من شكل وحجم الصقر البري، إلا أن الأول يعيش في المناطق المرتفعة القريبة من الشواطئ ليراقب فريسته من الأسماك لينقض عليها بسرعة ويطير بها إلى موقعه لافتراسها، وطيور النورس التي توجد بكثرة في السواحل الغربية، وصارت مستأنسة لتعايشها مع الصيادين ومرتادي الشاطئ، إذ تقوم في الصباح الباكر للبحث عن طعامها وتعود في نهاية اليوم لتطعم صغارها، وبالنسبة إلى أحجامها فبعضها يصل طول أجنحتها إلى أكثر من ثلاثة أمتار، ويصل وزن بعض الطيور الصغيرة إلى أقل 50 غراماً.