لمرض السكري مضاعفات متعددة وخاصة تلك المضاعفات التي تنتج من عدم التحكم الدقيق في مستويات السكر في الدم، ومن هذه المضاعفات تلك الناتجة من تأثيره على الكلى، ويشكل قصور وظائف الكلى الناتج من مرض السكري غير المتحكم به أحد أهم مسببات الفشل الكلوي في المملكة العربية السعودية، فقد أشارت بعض الدراسات المحلية أن 40% من حالات الفشل الكلوي سببها مرض السكري، وهي معدلات وإن كانت لا تختلف كثيراً عن المعدلات العالمية، إذ يعتبر مرض السكري السبب الأول عالميا لحالات الفشل الكلوي، إلا أن كثرة أعداد المصابين بمرض السكري في المنطقة العربية عامة ومنطقة الخليج العربي خاصة جعلت أعداد المصابين كبيرا جدا، ومن ناحية أخرى، فإن خطورة هذا المرض تكمن في أن المريض قد يصل إلى حالة الفشل النهائي والحاجة إلى بدء الغسيل الكلوي من دون الشعور بأي ألم أو أعراض واضحة، سوى أن بعض الأعراض قد تظهر كالإرهاق السريع من أقل مجهود والغثيان والقيء المستمر ونحو ذلك. أعراض الاعتلال الكلوي المصاحب لمرض السكري: تعمل الكليتان كمصفاة مكونة من مجموعة من وحدات التصفية الخاصة والتي تصفي الدم من السموم والفضلات ، ويدخل الدم إلى الكليتين عبر أوعية دموية صغيرة تسمى بالأنابيب الشعرية التي قد تصاب بالانسداد، وبذلك لا يتم تصفية الدم بشكل صحيح وتصبح فاقدة للبروتينات، التي يجب أن تبقى بالدم، وتذهب إلى البول مما ينتج عنه زلال البول، إن أعراض قصور وظائف الكلى لدى مريض السكري قد لا تكون واضحة بحيث يمكن الكشف المبكر عنها، وتشمل الأعراض الشعور بالإعياء أو زيادة الوزن نتيجة تجمع الماء أو قلة البول ولذلك كانت الوقاية مهمة جدا وتكون بالمحافظة على مستوى السكر التراكمي في الدم، كما أن الإصابة بالاعتلال الكلوي تقل كلما نقص ضغط الدم، وتقل أيضاً كلما نقصت كمية الكولسترول أو الدهون في الدم، كما لاحظت بعض الدراسات أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة باعتلال الكلى السكري، وأن النشيطين الذين يمارسون الرياضة البدنية بانتظام أقل عرضة للإصابة باعتلال الكلى السكري، وكذلك من المهم جداً المحافظة على نسبة السكر الطبيعية، بالحمية الغذائية والأدوية المنتظمة بالنسبة إلى مرضى السكري النوع الثاني، وأيضا المتابعة الجيدة والكشف الدوري على وظائف الكلى ومعدلات الزلال بالبول، فهي تلعب دورا مهما في الحد من خطورة المرض. تشخيص الاعتلال الكلوي المصاحب لمرض السكري: فحص البول يكون لازماً عند مرضى السكري النوع الثاني للتحقق من وجود الزلال البولي بمجرد اكتشاف مرض السكري، أما عند مرضى النوع الأول، فيتم فحص البول للزلال البولي بعد التشخيص بخمس سنوات أو عند البلوغ، ويجب أن يتكرر ذلك مرة سنويا ويعتبر ظهور الزلال بالبول أولى علامات تأثر الكلى بمرض السكري، وغالبا ما يكون من غير وجود أي أعراض يشعر بها المريض، وهو يسبق بمراحل تأثر وظائف الكلى الدموية وقد بينت الدراسات أن وجود الزلال البولي عند مرضى السكري يدل على احتمال وجود آثار في القلب والأوعية الدموية مصاحبة للمرض، وكذلك دلت الأبحاث الطبية على أن مرضى النوع الثاني من السكري تزيد لديهم احتمالية الإصابة بمرض شرايين القلب بنسبة الضعف إلى الثلاثة أضعاف إذا كانوا يعانون من وجود كمية ضئيلة من الزلال البولي، أما إذا أصبحت تلك الكمية كبيرة فإن فرصة الإصابة بمرض شرايين القلب تزيد إلى عشرة أضعاف، وهي النسبة نفسها التي يتعرض لها مرضى النوع الأول من السكري. ولعلاج الاعتلال الكلوي المصاحب لمرض السكري ينصح باستعمال علاج مثبطات أيس (ace-inhibitors) وهي من أدوية ضغط الدم، والتقليل من ملح الصوديوم علاوة على الحفاظ على السكر والضغط ونسبة الدهون والمحافظة على الحمية والرياضة والوزن. * قسم الغدد الصماء