منذ بداية البث التلفزيوني بالمملكة العربية السعودية عام "1965م", ارتبط المشاهد معه ارتباطاً قوياً. تجول في بدايته حول المواهب والبرامج المتعددة التي ينتجها التلفزيون للمشاهد المحلي, الا انه ما لبث أن ضخ عدة برامج منوعة من الخليج والأقطار العربية لإضافة شيء من البهجة لكل مقتني ذلك الجهاز التلفزيون الصغير. الأسلوب النموذجي في تلك الفترة وما تبعها من تطور في البث والبرامج, تحددت معالمها أكثر في كل دورة برامجية, هناك استمد حركة المنافسة بين التلفزيونات لجعله صاحب قدرة كبيرة في اضفاء شيء من التنوع. سيطرت الدراما الكويتية نوعاً ما على مشهد التلفزيون السعودي وما يبثه من اعمال كانت جاذبة للمشاهد ورسخت بالأذهان شيئاً عمقياً في قدرتها آن ذاك وربطت بعضهم بالموروث. "هذا عودي.. هذا عنتر" يرمز السعوديون إلى تلك الحقبة الزمنية الجميلة أن خالد النفيسي" 1937- 2006م" وسعاد العبدالله، قدما واجهة وتميزاً في الأوبريت الغنائي التي كانت رائجة حينها ونتاج تميز الدراما الكويتية في الستينيات والسبعينيات الميلادية، قبل وبعد ظهور الألوان على التلفزيون. أوبريت"المطرب القديم" في متوسط السبعينات ما زال يعتصر في ذاكرة المشاهدين، لما فيه من فضح الرأي العام حول المطرب والتقليل من شأنه بأسلوب فكاهي:"هذا عودي هذا عنتر لا تقولون عنه مكسر". ربما كانت في سباق للزمن المضني؟ ويحكي في ذاكرتنا "المطرب القديم" عندما طرق الباب ليدخل ويغني مع أم صويلح ثم يجمع حواليه شباب ونسوة الحارة ليقدم لهم "الصوت" التقليدي التراثي.! ظاهرة الأوبريتات في السبعينيات الميلادية كانت نتاج ثورة درامية أكاديمية، ناقشت كل هموم المجتمع الخليجي. أوبريت «والله زمن-1977م» حوار الأمس مع "حبابة ربما لم تكن "حبابة" تلك المرأة التي تمكنت من أرشفة مكتبة التلفزيون وضخها من البرامج، "حبابة" في صرعة الإذاعات وتحولها للبث التلفزيوني والتسمر أمام التلفزيون الصغير في البيوت الطينية والحديث عنها في أزقة الحارة والصمت أمام قصصها و"حزاويها" وما تقدمة من حلقات استمرت قرابة "38" "مريم الغضبان - حبابة - 1948 – 2004" هي من الأشياء التي لا ينساها السعوديون، تاريخ الكويت المعاصر في الدراما الإذاعية والتلفزيونية, حوار الأمس لم تكن الا وجهة وذاكرة لا تنسى"زور ابن الزرزور ما عاد بمقدور زور ابن الزرزور يذبح بقة ولا يترس سبعة جدور". أنا اللي آكل الذهب أكال ؟ بينما يضل المشاهدون يتذكرون الكويتي خالد العبيّد، "انا اللي آكل الذهب أكال – هم" أللص المسيطر على عصابة السطو الخفيفة الظل في مسلسل "الابريق المكسور-1976م". يتذكرها العبيد كثيراً بحرقة لأمس ويقول:"باستطاعتي ان اقدم كل شيء، لكن الايام تبدلت ومن لديه المال سيكون منتجاً ونجماً في آن واحد، وهو الاختلاف بيننا، نحن نحب الفن لاجل الفن لا نبحث عن المادة"،العبيد امتاز ب"الكركتر" المرعب، لكنه رعب يجعلنا نرفث بارجلنا من الضحك. يعزي نفسه بالغناء بالطريقة التي تعجبه, في مدرسة الرائد زكي طليمات, كان نتاجها ارشيفاً في ذاكرة السعوديين منهم "إبراهيم الصلال - حسين عبدالرضاء - خالد النفيسى - عبدالله الحبيل وغيرهم". هي من الأشياء التي تعيدنا "انا اللي آكل الذهب اكال". مسلسل «العتاوية - 1980م» "أقرع أقيرع طاح بالطاسة" لم يكن الأوبريت الكويتي "والله زمن- 36 عاما"في إطار كوميدي كسابقه من الاوبريتات التي قدمها عبدالحسين عبدالرضا. ذاك الأوبريت الذي قدمه "حسينوه" في"عام 1977م"مع إبراهيم الصلال ومحمد المنيع، حديثهم كان ممتعاً عن ماضي الكويت والألعاب الشعبية التي كان يمارسها الأطفال وعن دور "شاوي الفريج - راعي الأغنام" وعن دور الحلاق والقهاوي الشعبية وطريقة البنيان. أطفال الخليج -مخضرمي- هذا الجيل, استمتعوا كثيراً، بعد عرضه من التلفزيون السعودي السمة الجميلة من العصر الذهبي للتلفزيون السعودي والذاكرة التي لا تضاهى, حتى باتوا يتغنون بها كثيراً ولا تغيب عن ذاكرتهم "أقرع أقيرع طاح بالطاسة..صيح على أمه يبي قرقاشة", واذا كان رأي عبدالحسين عبدالرضا أن يقدم عملاً استثنائياً تاريخياً فإن الشاعر الراحل فائق عبدالجليل ساهم في نموه وتغليفه في ذاكرتنا حينما بلورها كتأليف ولحنها أحمد البابطين. " عتيج المسيّان" "العتاوية - 1980م" في رحلة الزهو والتميز في الفن الكويتي وفترة تربعه, جماله أن كان محط سماع وانظار المشاهدين حتى تنقل حديث ذاك المسلسل بين الرواشين والأزقة, قبل "33" عاماً سنين ومن الأبيض والأسود إلى الألوان «الخشبية», حكاية ذات شمول وتميز."عتيج المسيّان" الشاب المشاكس" عبدالحسين عبدالرضا, كان يدير المسلسل كما يحلو له في ذاكرة السعوديين وتلفازهم الصغير مع الرموز التي شاركت آن ذاك كالراحلة عائشة ابراهيم وهيفاء المنصور والراحل علي المفيدي وخالد العبيد. أوبريت «المطرب القديم - 1979م» حبابة - 1976م»