عاد التوتر إلى مدينة الشحر بمحافظة حضرموت شرقي اليمن بعد مواجهات الأربعاء والتي أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة من الأمن وأربعة من تنظيم القاعدة. وقال شهود عيان إن قوات الأمن والجيش انتشرت بكثافة في محيط ميناء الضبة النفطي في المدينة خشية من تنفيذ هجوم إرهابي هناك.. وقالت مصادر محلية ل"الرياض" إن السلطات لليوم الثاني أغلقت المدينة فقد شرعت الخميس بمنع الخروج والدخول من المدينة نتيجة سوء الأوضاع الأمنية. وذكرت تلك المصادر أن انتشار امني وعسكري في عدة شوارع بالمدينة. وقالت مصادر أمنية إن المداهمة التي نفذتها أمس قوات الأمن على منزل كان يتحصن فيه عناصر القاعدة أسفر عن اعتقال ثلاث نساء سعوديات وأخرى يمنية وطفل أثناء محاولة فرارهم من الباب الخلفي للمنزل. وقالت بعض المصادر المحلية إن احدى النساء هي زوجة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سعيد الشهري والذي لقي مصرعه العام الماضي، لكن مصادر أمنية لم تؤكد صحة هذه الرواية، مشيرة إلى انه جرى نقل هؤلاء النساء إلى العاصمة صنعاء. من جانب آخر كدت نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شبه الجزيرة العربية باربرا ليف أن واشنطن لن تسمح بعرقلة العملية السياسية الانتقالية في اليمن متهمة النظام السابق والانتهازيين السياسيين بالوقوف وراء ذلك. وقالت في كلمة ألقتها أمس في جلسة الاستماع الخاصة بمناقشة الأوضاع في كل من اليمن والبحرين أمام أعضاء اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - المتفرعة من لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس: "ومع ذلك، ما يزال هناك معرقلون عازمون على التشويش أو عرقلة المرحلة الانتقالية سواء من النظام السابق أو الانتهازيين السياسيين الذين يطمحون إلى تعزيز مكانتهم.. مهما كانت التكلفة". وتابعت: "ونظراً لرغبة الشعب اليمني في تحقيق تغيير حقيقي، نؤمن أن هؤلاء المعرقلين لن ينجحوا في محاولاتهم". وزادت: "وعموماً نحن نواصل توضيح موقفنا للجميع ونؤكد بأن الولاياتالمتحدة لن تتهاون أو تقبل بأي محاولة لعرقلة المرحلة الانتقالية في اليمن".. لافتة إلى الولاياتالمتحدة تنسق جهودها مع ممثلي المجتمع الدولي في اليمن وكذا الأممالمتحدة والشركاء الدوليين وينصب التنسيق في تشجيع إحراز التقدم المنشود للمرحلة الانتقالية الحالية وفي مقدمة ذلك دول مجلس التعاون الخليجي التي قامت بدور بارز وستظل تلعب دوراً حيوياً في دعم اليمن خلال المرحلة الانتقالية. وأكدت أن اليمن الديمقراطي الموحد والمستقر سيكون أكثر قدرة على تلبية احتياجات وتطلعات مواطنيه ويشارك بفاعلية في دعم الأمن الإقليمي. وقالت إن زيارتها لصنعاء خلال الأسبوع الماضي استهدفت تأكيد دعم الولاياتالمتحدة للمرحلة الانتقالية السياسية التاريخية الجارية في اليمن وتعزيز الشراكة الأمنية بين البلدين الصديقين. وأضافت: "ترتكز سياستنا على دعم الرئيس عبدربه منصور هادي والشعب اليمني في ظل الجهود الرامية إلى تأسيس منظومة سياسية موحدة وشاملة تمثل كافة الأطياف خلال المرحلة الانتقالية الجارية". وأكدت على وجود تحديات مهمة تواجه اليمن في الوقت الراهن وعلى وجه خاص مؤتمر الحوار الذي من المقرر أن ينهي أعماله خلال الأيام القليلة القادمة. وقالت: "على الرغم من الإنجازات الإيجابية المشار إليها آنفاً، أدت الاختلافات في وجهات النظر حول مستقبل هيكل الدولة القادمة إلى تأخير الحوار وتأجلت الجلسة الختامية التي كان من المفترض تنظيمها في 18 سبتمبر 2013م".. معتبرة أن ما وصفته الانسداد القائم وفر البيئة الحاضنة لتأجيج الصراعات السياسية والطائفية والمناطقية. وأضافت: "نحن نتواصل بصورة مستمرة مع الرئيس عبدربه منصور هادي والقيادات السياسية اليمنية ونحث الأطراف اليمنية بأن تصل إلى إجماع وتوافق مقبول حول مبادئ ومقومات هيكل وشكل الدولة القادمة لكي ينتهي الحوار ويبدأ البت في الخطوات الأخرى – بما في ذلك تعديل الدستور والاستفتاء عليه وإجراء الانتخابات العامة – على أن تواصل الأطراف النقاش البناء حول تفاصيل هيكل وشكل الدولة في نفس الوقت."