استبق السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرستاين زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان لليمن أمس، بلقاء مع الرئيس عبد ربه منصور هادي تناول القضايا التي سيبحثها الموفد الأميركي مع الرئيس وكبار المسؤولين في الحكومة اليمنية، ولا سيما لجهة تعزيز التعاون بين صنعاء وواشنطن في مكافحة الإرهاب عموماً وتنظيم «القاعدة» خصوصاً. وتطرق السفير الأميركي إلى دعم الولاياتالمتحدة للمرحلة الانتقالية وحكومة الوفاق الوطني لجهة استعادة نفوذ الدولة اليمنية وسيطرتها على البلاد، وتمكينها من المضي في تنفيذ اتفاق التسوية السياسية المنبثق من المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2014، بالإضافة إلى تبني واشنطن برنامجاً للدعم الاقتصادي والإنمائي بمساهمة إقليمية ودولية لمساعدة اليمن على تجاوز تبعات الأزمة التي عصفت به لأكثر من عام وانتجت اختلالات معيشية وأمنية ساعدت «القاعدة» في توسيع نشاطه والسيطرة على مناطق واسعة في عدد من المحافظات الجنوبية. وتأتي زيارة فيلتمان في وقت تتزايد فيه مخاوف واشنطن والدول الراعية للتسوية من انهيار الاتفاق في ضوء التصعيد الإعلامي والسياسي بين طرفي «التوافق»، واستمرار حال الفوضى الأمنية، والصعوبات التي يواجهها الرئيس هادي في إعادة هيكلة الجيش وإنهاء انقسام القوات المسلحة، بالإضافة إلى استعادة السيطرة على مناطق انتشار «القاعدة». وقالت مصادر ديبلوماسية في صنعاء إن الموفد الأميركي يحمل رسائل إلى مختلف الأطراف اليمنيين تدعو إلى التهدئة لإنجاح المرحلة الانتقالية والتركيز على مواجهة الخطر الإرهابي المتزايد، لأن ذلك مفتاح نجاح أي خطة دعم اقتصادي محتملة. وفي هذا السياق، أكد فيرستاين خلال لقائه هادي أمس أن مؤتمر أصدقاء اليمن سيكون المرحلة الأولى على طريق دعم اليمن اقتصادياً لمواجهة الصعوبات التي خلفتها الأزمة. ووفق «وكالة الأنباء اليمنية» (سبأ) فإن هادي أشار خلال اللقاء إلى «أهمية أن تتفهم كل القوى السياسية والقيادات الحزبية بواقعية أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية هي المخرج الوحيد من الأزمة، وأن على كل من يحرص على أمن ووحدة وسلامة اليمن أن يقف وقفة جادة إلى جانب هذا الاتجاه». وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في بيان أول من أمس أن فيلتمان سيركز خلال زيارته التي تستمر حتى الأربعاء على «التزام الولاياتالمتحدة المرحلة الانتقالية في اليمن وعلى الحاجة إلى هذه العملية الانتقالية لإتاحة مشاركة أكبر من قبل الشعب اليمني».