قتل جنديان يمنيان أمس، وجرح ستة في انفجار عبوة ناسفة يرجح أنها لتنظيم «القاعدة» استهدفت سيارة للجيش كانت تقلهم قرب سوق شعبية في بلدة «الشحر» التابعة لمحافظة حضرموت(شرق) في وقت تضاربت الأنباء عن غارة جوية لطائرة أميركية من دون طيار استهدفت مساء أول من أمس تجمعاً لعناصر التنظيم في محافظة الجوف (شمال البلاد). إلى ذلك، شن الرئيس عبدربه منصور هادي من هجوماً حاداً على أطراف لم يسمها متهماً إياها بالسعي لإفشال العملية الانتقالية، طالباً من رئيس الحكومة وقيادات الجيش والأمن بتحمل مسؤوليتهم في وضع حد لانفلات الأمن والهجمات المتكررة على المصالح الحيوية. وقالت مصادر أمنية في حضرموت ل «الحياة» إن جنديين قتلا أمس، وجرح ستة آخرون، كانوا على متن سيارة تابعة للجيش تعرضت لانفجار عبوة ناسفة أثناء مرورها في جوار سوق شعبية في مدينة الشحر التابعة لمحافظة حضرموت (شرق). ولم تعلق السلطات على الحادث، إلا أن تلك المصادر تعتقد بأن تنظيم «القاعدة» وراء العملية. ويأتي هذا وسط معلومات عن تزايد ملحوظ لنشاط «القاعدة» في مناطق حضرموت، خصوصاً في مديريتي الشحر وغيل باوزير. إلى ذلك، تضاربت الأنباء في تفاصيل غارة أميركية بطائرة من دون طيار استهدفت مساء أول من أمس مناطق متاخمة للحدود مع السعودية، في محافظة الجوف، ففي حين تحدثت مصادر أمنية وإعلامية عن مقتل ثلاثة عناصر مفترضين من تنظيم «القاعدة» في الغارة، أكدت مصادر محلية ل «الحياة» عدم سقوط أي قتيل. وقالت هذه المصادر إنها سمعت انفجارات دوت في منطقة الخليقين في مديرية خب الشعب التابعة لمحافظة الجوف، وتعتقد أنها لطائرة أميركية من دون طيار، لكنها لم تجد آثاراً للقصف، مرجحة أن تكون الغارة استهدفت تجمعاً ل «القاعدة» تمكن عناصره من النجاة بعد أن نصبوا أهدافاً وهمية في المنطقة. وتأتي هذه الغارة بعد خطاب للرئيس باراك أوباما ألقاه الخميس الماضي، ودافع فيه عن عمليات الطائرات من دون طيار في اليمن وأفغانستان، مؤكداً فاعليتها في الحرب على»الإرهابيين»، كما كشف توقيعه على وثيقة تقيد استخدام هذه الطائرات وفقاً لضوابط معينة درءاً لسقوط مدنيين. على صعيد آخر، عقد هادي، أمس، اجتماعاً استثنائياً مع رئيس الحكومة وعدد من كبار القادة العسكريين ورؤساء أجهزة الأمن والمخابرات ومسؤولي السلطات المحلية في محافظتي صنعاء ومأرب، شن خلاله هجوماً حاداً على أطراف لم يسمها في بلاده تسعى إلى عرقلة العملية الانتقالية، على خلفية انفلات الأمن في الأيام الأخيرة وتزايد الهجمات التخريبية على خطوط نقل الطاقة وأنابيب النفط. وأمر هادي، على ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية(سبأ) رئيس الحكومة والمسؤولين العسكريين والأمنيين، باتخاذ أساليب جديدة في مواجهة «القضايا الجنائية والإجرامية والمتمثلة بقطع الطريق وخطوط الكهرباء وأنابيب النفط، مشدداً على «ضرورة تحمل المسؤولية بصوره كاملة من دون أي تقصير أو إبطاء في ضبط الجناة». ووجه لوماً غير مسبوق للمسؤولين على تقصيرهم في حماية مصالح مواطنيهم وضبط الأمن، وقال» إن لدى المحافظين والوزراء صلاحيات كاملة، والمحافظ هو رئيس اللجنة الأمنية ولديه صلاحيات رئيس الجمهورية في محافظته ولدى القوات المسلحة والأمن قدرات نوعية قادرة لتنفيذ المهمات الخاصة وبأسرع وقت ممكن ولا يجوز التهاون مع المخربين أو قطاع الطرق والكهرباء والنفط». وأمر هادي كل القادة العسكريين والأمنيين في نطاق مسرح عملياتهم «بالتعاون مع المحافظين للرد الفوري والسريع والقبض على كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات وحقوق 25 مليون يمني». وقال «الكل أمام محك اختبار والجميع تحت مجهر الشعب اليمني الذي يميز ويعي من يقوم بهذا التخريب وهذا الإجرام». وأكد وجود أطراف قوى سياسية فقدت مصالحها «لا تريد أن تغلب مصلحة الشعب فوق الاعتبارات الضيقة والأنانية». وقال «لن يستطيع المعرقلون أو من فقدوا مصالحهم أن يواجهوا إرادة الشعب، وعليهم أن يعلموا أن كل تخريبهم وعرقلتهم للحوار تحت مجهر الشعب اليمني وكذلك محاولاتهم للنيل من عزيمة المؤسسة العسكرية والأمنية هنا أو هناك من أجل التأثير على الأمن والاستقرار». واتهم هادي هذه الأطراف ب «الفساد وتهريب السلاح والمخدرات»، وقال: «هناك صور كثيرة لفسادهم على مختلف الصور، ومنها الضلوع بتهريب السلاح والمخدرات ومختلف أشكال الفساد». معتبراً «العبث بالأمن والاستقرار وخطف صحافيين أبرياء وقطع خطوط الكهرباء ليست من الأعراف في شيء وليست من الرجولة في شيء وإنما هي أعمال دنيئة ورخيصة وهدفها البحث عن مصالح رخيصة أيضاً».