في جلسته التي عقدها أول أمس الاثنين أقر مجلس الوزراء تعيين الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله السبيل على وظيفة «وكيل الوزارة للشؤون الثقافية» بالمرتبة الخامسة عشرة بوزارة الثقافة والإعلام. وقد أبدى عدد كبير من الوسط الثقافي ارتياحهم لهذا القرار، ذلك ان د. السبيل يعتبر أحد أبرز المثقفين السعوديين الذين يحملون هماً ثقافياً وإخلاصاً كبيرا للنهوض بالمستوى الإبداعي في المملكة. «ثقافة اليوم» وفور تلقيها الخبر استطلعت آراء وتطلعات المثقفين والمبدعين حول هذا القرار عبر الأسطر التالية: - بداية عبر أمين سر نادي جدة الأدبي القاص محمد علي قدس عن ارتياحه البالغ لاختيار الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام لكونه من الكفاءات الفاعلة في الساحة الثقافية ومن الداعمين لها من خلال رئاسته لفصليتي «الراوي» و«نوافذ» إلى جانب مشاركاته الفاعلة في المؤتمرات الثقافية والأدبية على الصعيد المحلي والعربي والدولي ولا يستطيع أي مثقف أن ينسى الدور الذي لعبه السبيل في انجاح المنتدى الثقافي من خلال ترؤسه له وتقديم جملة من القراءات النقدية في أدبنا المحلي ناهيك عن الدور الفاعل أثناء حضوره لمنتدى قراءة النص الذي يعقده نادي جدة الأدبي كل عام. إن الدكتور عبدالعزيز السبيل يتولى الآن شأناً بالغ الأهمية في ثقافتنا فله منا الدعاء ورجاؤنا منه أن يقف موقفاً جاداً من هذا الإرث الثقافي الذي ظل حيناً من الدهر لم تمتد إليه يد التجديد والتطوير. الشاعر عبدالله الخشرمي قال انه يهنئ الثقافة في المملكة بالإنسان قيمة وثقافة وعمقاً الدكتور عبدالعزيز السبيل.. وأضاف «أنا أهنئ الثقافة عن تجربة عملية وزمالة عميقة ربطت بيني وبين الزميل الدكتور عبدالعزيز السبيل لعدد من السنوات».. وأستطيع القول عن تجربة لا يخالجها ذرة مجاملة ان معالي الأستاذ إياد مدني اختار للثقافة أحد أهم الوجوه الثقافية الممتلئة وعياً وإدراكاً للثقافة بكل طيوفه في هذه البلاد والذين يعرفون الدكتور عبدالعزيز السبيل عن قرب يدركون مجموعة خصال تجعل الأنشطة الثقافية وعبر الوزارة في يد أمينة لما يتمتع به الرجل من تمثل لمعنى الثقافة كقيمة أخلاقية رفيعة وممارسة إنسانية ترتفع عن كل نزق واصطداع بشري متعارف عليه. العقلية المنظمة والهادئة التي يمتلكها الرجل وفي نفس الوقت النظرة الموضوعية لدور المثقف في شتى المجالات.. كل هذا يجعلني أبدأ بتهنئة نفسي وأقول ان حسن الاختيار من أهم المنطلقات المفصلية في مسيرتنا الثقافية وسوف ندرك جيداً أن الثقافة سوف يكون لها فارس يضع لها بصمات مضيئة وبالغة الفعالية بمشيئة الله. ويبارك الناقد حسين بافقيه للساحة الثقافية تعيين الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، ذلك كونه أحد الأصوات النقدية المتميزة ومن الذين لهم حضور جيد وفاعل في الوسط الثقافي السعودي وهو حين يتسلم وكالة الوزارة لشؤون الثقافة فإن أهمية هذا التعيين انه أسند إلى رجل ينتمي إلى هذه الساحة الثقافية والعارف بهمومها ومشكلاتها، كما ان لديه تصوراً مستقبلياً واضحاً للخطط الثقافية التي تروجها الوزارة، هذه الوزارة التي سوف تخطو بالثقافة في بلادنا منذ أسندت إلى معالي الأستاذ إياد مدني وزير الثقافة والإعلام والذي آمله من الصديق الدكتور عبدالعزيز السبيل أن يعجل بالمشروعات الثقافية التي نحلم بها والتي يأتي على أولوياتها إعادة النظر في أعضاء مجالس ادارة الأندية الأدبية والجمعيات الثقافية والتركيز بشكل مكثف على المكتبات العامة وتحويلها إلى منبر فاعل ذات صدى جماهيري وليس نخبوياً. أما الناقد الأستاذ سحمي الهاجري فقال إن الدكتور عبدالعزيز السبيل رجل عرف بنشاطه الثقافي المتعدد لاسيما في قيادته للأنشطة الثقافية وهو رجل مبرز ومعروف في الداخل والخارج وخير من يمثل الثقافة الى جانب دوره الأكاديمي المعروف وهو الرجل المقبول والمتفق عليه من كافة التيارات الثقافية، والدكتور السبيل قد نجح في اشرافه على مطبوعات نادي جدة الأدبي وقدم لها كثيرا من الجهد الذي يحسب له وهي تجربة ناجحة. ان قرار تعيين الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية أمر جميل لكونه من داخل الأسرة الثقافية وهو الخبير بها والمطلع على خباياها نتمنى له التوفيق المستمر وله منا الدعم والتشجيع. كما أشار د. حسن النعمي رئيس جماعة حوار بأدبي جدة الى اهمية هذا التعيين بقوله: «يمثل تعيين وكيل لوزارة الثقافة حدثاً مهماً في سياق ثقافتنا. ذلك أن هذا الأمر يعني بدء مشروعية الفعل الثقافي وتأسيس مرجعيات مؤسساتية وتفعيل استراتيجية وطنية للثقافة تحت مظلة وزارة الثقافة للمرة الأولى. أقول ذلك بعيداً عمن يشغل المنصب. لكن تعيين د. عبدالعزيز السبيل لهذا المنصب المؤثر يعد اختياراً مهماً يتوازى مع أهمية الدور الذي يتطلبه هذا المنصب د. السبيل خبير بواقع الثقافة المحلية لأنه أحد رموزها في أكثر من موقع، وهو يعرف مشكلاتها واحتياجاتها ويمتلك الرؤية التي تساعده على ادارتها. نتمنى له التوفيق في وضع استراتيجية شاملة مستفيداً من توصيات الهيئة الاستشارية ومن الأوراق التي قدمت في مؤتمر المثقفين في العام الماضي. ومن المؤكد أن د. السبيل يعرف أن المهمة ليست سهلة، لكن ادارتها بوعي وروية وتبصر ستؤسس لتقاليد ثقافية مؤسساتية نحن بحاجة لها، نتمنى التوفيق للدكتور عبدالعزيز السبيل في مهمته. من جانبه تحدث الشاعر ابراهيم عمر صعابي ل «ثقافة اليوم» عن خبر تعيين د. السبيل بقوله: «قليل هم الرجال الذي نهنئ مناصبهم بهم، ونهنئ الناس بهم، والدكتور النبيل: عبدالعزيز السبيل في مقدمة هؤلاء الرجال. أعرفه تماماً لم يكن يحمل قدميه أو يحاول أن تحمله إلى منصب ما، وهو الأجدر والأقدر. لكن قدر الرجل الأنموذج أن يسعى إليه المجد، أن يخطفه الطموح من نفسه ويسرقه من خطواته ليتحقق حلم المثقفين المحبين في كل جزء من مملكتنا الفتية العامرة بمخلصيها. كثيرة هي معطيات الاختيار، ورجل بحجم الدكتور السبيل أهل للثقافة الغالية، بل هي مكرمة للثقافة التي عرفت الدكتور بوعيه وإدراكه لمفهوم الثقافة الواسع تنظيراً وتطبيقاً فاعلاً في طرحه وتعامله، ومكرمة لكل مثقف عرف الدكتور السبيل عن قرب أو تنسم عبير أخلاقه وقمة نبله عن بعد. أحد أهم رموز الثقافة الحقة في عالمنا، وهو ليس ممن (يفتح عينيه حين يفتحها على كثير ولكن لا يرى أحدا)، بل هو يفتح عينيه فيرى الكل بقلبه الكبير وبعين الحب المتواضع. و لعلي أستميح الصديق العزيز الأستاذ: محمد باوزير عذرا في مقولته حينما حدثته عن حبي وتقديري واعتزازي بهذا الرجل الانموذج رد بقوله: (الدكتور عبدالعزيز السبيل حينما يحدثك يشعرك أنه يحبك وحدك)، فهو يحب الكل، يحب دون ان ينتظر ثمنا لمحبته. فهنيئا لثقافتنا بأبر روادها، ودعاؤنا له بإطلالة ثقافية جديدة تصبح معها. أحلامنا أكثر صدقا وأيامنا أكثر اخضرارا وثقافتنا أكثر حضورا. ويختتم الناقد عثمان الغامدي هذه الكلمات قائلاً: اننا تلقينا نبأ تعيين الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيلا لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية بابتهاج كبير وبآمال عراض كلنا أمل أن يترجم هذه الآمال الى واقع ثقافي ملموس ايضاً ونتمنى ان يكون هناك صناعة ثقافية بمعناها الحقيقي وابراز التنوع الثقافي في المملكة.