استطاعت لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين بالاتحاد السعودي لكرة القدم أن تكسب ثقة الوسط الرياضي وإشاداتهم على الرغم من ميولهم وانتماءاتهم المختلفة نتيجة العمل الاحترافي الذي تنتهجه والشفافية العالية التي تجلت منها في تعاملها مع القضايا وتواصلها الإعلامي لدرء تداول الشائعات التي يصنف الوسط الرياضي بأنه معقلاً لها. رئيسها الدكتور عبدالله البرقان ظهر في وقت تلاشت فيه المصداقية والاحترافية لدى كثير ممن يقودون لجان خصوصاً الرياضية، إذ كنا في الماضي لا يكاد يمر أسبوع بل أيام إلا ونسمع قضايا للاعبين سلبت حقوقهم وأضحت مطالبهم مجرد أحلام؛ بل وأن لاعبين كثر في الماضي عجزوا عن حفظ حقوقهم أو استرجاع مستحقات لهم مترتبة على أندية مثلوها وضاق بهم الحال على الرغم من توجههم للإعلام الذي عل وعسى يصيب ويدفع تلك الأندية التي هضمت الحقوق للرضوخ والوفاء بالعهود، بل أن بعض القضايا يتم التلاعب فيها من أجل عدم تثبيت تلك الحقوق لأولئك المستضعفين الذين لا حيلة لهم سوى بصيص أمل في اتحاد الكرة عبر لجنة الاحتراف التي يأملون بأن تسترد ولو جزء بسيط من كدهم وكثير من المحاولات باءت بالفشل، ولازلنا نتابع أحيانا قضايا للاعبين مرت عليها اعوام ومن ثم يعاد فتح ملفاتها علها تحرك ساكناً لدى من سلبهم الحقوق وعلى طريقة "العيار اللي ما يصيب يدوش"!. ومع انتخاب البرقان وتنصيبه رئيسا لهذه اللجنة أطمأن ممارسي هذه اللعبة بوجوده وأن حقوقهم لن تضيع بعد الله في ظل تفانيه وإخلاصه وسنَ القوانين وتطيبق ما ضمنه لوائح لجنة الاحتراف، إذ صمد مطلع هذا الموسم أمام أمواج كثيرة بل وجابهها رافعاً شعار لن "نتنازل عن حقوقهم" فرفض تقييد لاعبي الأندية المحترفة جميعها من دون استثناءات كما جرت العادة سابقاً، وبالفعل أجبر الأندية للركوع لهذه القوانين والمواثيق التي يبرمونها حتى تم سداد الأندية كل ديونها للاعبيها، حتى ان فريق الاتحاد خاض جولات من دون أن يستفيد من محترفيه الأجانب حتى الجولة الثالثة إلى أن سدد ما عليه من ديون للاعبيه بفضل من الله وحزم البرقان الذي كفل حقوق اللاعبين من الضياع وأعاد البسمة التي كانت غائبة على كثير منهم بسبب الخوف الذي يعتريه من عدم استرداد حقوقه ولو على مر الاعوام، بل وأن اللجنة المتميزة بأعضائها طبقت طريقة سداد المرتبات عبر إيداعها بالحسابات الشخصية للاعبين لدى البنوك بعد أن أرغمت الأندية بفتح حسابات لهم، ولا ننسى أن هناك فريقين من الدرجة الأولى وهما الباطن وهجر لازالا محرومين من التسجيل بسبب عدم الوفاء وتجاوز المهلة التي حددتها اللجنة. كم نحن بأمس الحاجة في وسطنا الرياضي لمثل شخصية البرقان الذي أعاد لنا الأمل بعد رحيله، فهناك لجان لازالت تئن تحت تخبط مسيريها وعدم احترافيتهم.