صاحبي الذي سبق وكتبت لكم عن كونه يعشق السفر البري، ويكره سفر الطائرات، لأسباب شرحتها سابقاً، يعود اليوم ليكون بطل الزاوية، لسبب يتعلق بالإجازات. فهو (ودعوني أطلق عليه لقب أبي بر) لا يقضي كل الإجازة مع عائلته، نظراً لطبيعة عمله التي لا تتيح له أخذ أكثر من 15 يوماً إجازة. وأثناء الفترة التي يقضيها عازباً في بيته، يفضل أن يطبخ بنفسه، على أن يأكل أكل المطاعم. «أبو بر» اشتهر بين أصدقائه، الذين لهم نفس ظروفه، بأنه الطباخ الأول. وهذه الشهرة لم تأت من فراغ. فلقد اعتاد أثناء عزوبيته السنوية، أن يدعو زملاءه وأصدقاءه العزاب، وأن يطبخ لهم كل مرة طبقاً مختلفاً. هو الوحيد الذي يعرف أن طبخه أي كلام. وأن الحظ يحالفه دوماً في إعداد الطبق بالحد الأدنى من الجودة المطلوبة. لكن لأن بطون الأصدقاء والزملاء انذبحت من زيوت المطاعم المنتهية الصلاحية، فإن أي طبق سيقوم «أبو بر» بإعداده، سيكون أشهى من أطباق «الشيف رمزي»! وسيكون سهلاً عليه أن يتقبل المديح والألقاب الأوسكارية، من فهمه هو لهذه الحقيقة. لكن الذي أثار غضبه، قبل أسبوعين، أن أحد مرتادي بيته، وتحت وطأة ردة فعله من أطباق المطاعم المقززة، اقترح على «أبي بر» أن يفتح مطعماً باسمه. «أبو بر» رد على هذا الاقتراح قائلاً: وبغضب شديد: هذا هو نفاق البطون!