يعيش قلة من الأزواج أيام العيد فراغا ومللا، ولا يكادون يشعرون بفرحة العيد، وذلك بعد أن غادرت زوجاتهم بيوتهن لقضاء أيام العيد لدى ذويهن، في الوقت الذي يحاول بعض الأزواج إشغال أنفسهم بالعمل والزيارات لزملائهم والتجول في المجمعات. ولم يتردد العديد من العزاب ممن تربطهم علاقات صداقة وأخوية بأزواج من أن يتهكموا عليهم ويسخروا من وحدتهم سواء من خلال الرسائل أو الاتصالات أو بوسائل التواصل الحديثة كالدردشة التقنية والفيس بوك وغيرها. وأوضح أحد العزاب أنه يجد في وحدة وعزوبية أصدقائه المتزوجين ما يثير الضحك لديه كاشفا عن موقف تعرض له أحد زملائه «ذات يوم اتصل بي أحد أصدقائي لتناول طعام الغداء سويا في أول أيام العيد فأخبرته بأنني مرتبط بمناسبة، وحين اتصلت به في المساء ذكر لي أنه كان طوال الوقت في المستشفى بسبب تناول وجبة كبسة من أحد المطاعم الشعبية أصابته بالتسمم» ويضيف «من ذلك الموقف وأنا أتهكم على كل صديق متزوج تركته زوجته لقضاء أيام العيد عند عائلتها». في حين قال أبو فهد متزوج إنه فوجئ من مضمون الرسالة التي بعثها صديقه في العمل، أبلغته في يوم 28 من رمضان أنني لن أحضر للعمل وسوف أسافر لإيصال عائلتي إلى أهلها لكي تقضي أيام العيد وتستمتع بفرحة العيد مع عائلتها لأفاجأ في يوم العيد برسالة تتضمن تعليقات ساخرة من قبل صديقي العزب كتب فيها «يا بعض الناس مساكين حالتهم مثل حالة المتسولين، هالحين عند أبواب الجيران يطلبون أكلا ولا أحد يهتم فيهم» ورغم أنني ضحكت لكن رددت عليه برسالة وكأنني زعلان منه وكتبت فيها «عشرين يوما وأنأ أفطرك عندي في رمضان وترسل هالرسالة، معقولة تنكر جميلي» فاعتقد أنني زعلت، فأتى في نفس اليوم لشقتي ليعتذر ويتأسف ولكنني أخبرته بأنني لن أرضى إلا إذا عمل القهوة وفعلا حين عملها أخبرته بأن هذا مجرد مقلب، مبينا أن برنامجه لا يختلف عن العزاب في أيام العيد بين النوم والشقة والتجول بالمجمعات أو المقاهي برفقة الأصدقاء. وذكر سلطان سجدي أنه ممن يتعرضون لمواقف محرجة بسبب ذهاب الزوجة إلى أهلها لقضاء أيام المناسبات، معتبرا أنهم لا يجدون وسيلة أو مكانا «يفشون غيظهم والملل» قائلا ليس هناك أفضل من أن تكون عائليا فالعزوبية مملة وتشعرك بأنك محروم. ولا شك في أن العيد يصبح بلا طعم وبلا فرح لكل البعيدين عن أهاليهم من سعوديين أو مقيمين حيث يشعر هؤلاء بالوحدة والحنين للحظات العيد مع الأهل والأقارب، وقال عبدالله الغامدي «في كل مرة يأتي العيد وأنا بعيد عن أهلي تمر علي ذكريات تواجدي معهم على مائدة الإفطار بعد صلاة العيد مباشرة أمامي وأشعر برغبة في تقبيل جبين والدي ووالدتي ومعايدتهم، ولكن لا أستطيع السفر إليهم في الباحة بسبب ظروف عملي في المنطقة الشرقية». وأوضح أبو محمد «أعمل في مرور المنطقة الشرقية وأناوب في بداية العيد بسبب الحاجة لنا بوصفنا دوريات مرور لتنظيم الحركة والتخفيف من الازدحام في أيام العيد، لذلك لن أستطيع السفر لمعايدة أهلي في الجنوب». وأوضح عبدالله سعد أن المنطقة تخلو من الفعاليات الخاصة بالعزاب في العيد «حاولنا في العيد الماضي البحث عن أماكن للعزاب، واتصلت برقم هاتف السياحة الخاص وطلبت من الموظف على الهاتف أن يرشدني للأماكن في الشرقية التي تستقبل الشباب العزاب في العيد فأجابني بأنه بصراحة لا يوجد أماكن للعزاب، وأضاف الموظف: اذهب مع أهلك أو تزوج بعدين تعال!». أما فهيد العتيبي فقال «جميع الأسواق والمنتزهات وأماكن الترفيه في الشرقية تكون حكرا على العائلات فقط في العيد، فأرجو توفير أماكن للشباب العزاب على الأقل في المناسبات والإجازات حتى لا يصبح الملاذ الوحيد لنا هو القهاوي أو أماكن التفحيط والتطعيس في الهاف مون وغيرها». ويفضل تركي وسعد القرني النوم في نهار العيد بعد عناء السهر في رمضان ثم يقومان بزيارة الأقارب ومعايدتهم مساء وقضاء بقية اليوم أمام التلفاز ومشاهدة الأفلام أو «الفرارة» وتكون بالخروج مع الأصحاب والدوران حول الأسواق والمجمعات الكبيرة ومحاولة الدخول فيها أو قيادة السيارة على مجموعات في الشوارع حتى ساعة متأخرة من الليل .