كثير من الشعراء لديهم قوة السبك وجزالة المعنى وإيجاد حبك القصيدة لتشد سمع واهتمام القارئ ومتذوق الشعر، لكنك قل أن تقف عند قصائدهم لترددها في كل مناسبة تجدها حاضرة معك وقت طربك وحبك لسماع الشعر، وبمعنى أدق لا يوجد فيها موسيقى شعرية أو جرس موسيقي فتكون أشعار هؤلاء ومع قوتها وجزالتها محط النسيان لخلوها من الجاذبية وخاصة مع مرور الوقت ولا يكون الإنسان أسيراً لها بحيث تكون حاضرة أمامه في كل وقت، وفي اعتقادي ان ذلك راجع لعدم حلاوة الكلمة وخلوها من الجرس الموسيقي ومخاطبتها للوجدان الذي يأسر المستمع والقارئ للشعر. شاعرنا الكبير عبدالله بن عون استطاع أن يهندس الكلمة في أشعاره سواء في اختيار المفردة أو المكان أو الأسلوب فيحولها إلى كلمة سكرية حلوة المذاق ذات جرس موسيقي يخاطب الوجدان فيكون لها التأثير العميق لدى القارئ أو المستمع، هذه الميزة التي قل أن يجيدها شاعر ما جعلت شعر عبدالله بن عون (شعر غير) على وزن "جدّه غير"، ويتفق معي الجميع على جزالة شعر عبدالله بن عون وقوته سواء الغزل أو الرثاء أو النصح، وأحياناً تعرف شعر ابن عون دون أن يكون موقعاً باسمه لأنه ماركة مسجلة عليه علامة ابن عون. مشاركة / محمد المسفر